إذا ساء فعل المر ساءت ظنونه |
وصدّق ما يعتاده من توهّم |
وكقول بعضهم في وصف السيف : «أورثه عشق الرقاب نحولا فبكى والدمع مطر تزيد به الخدود محولا» حلّ قول المتنبي :
في الخدّ إن عزم الخليط رحيلا |
مطر تزيد به الخدود محولا |
ونهج المتأخّرون نهج القزويني في حلّ المنظوم (١).
الحمل على المعنى :
قال ابن قيم الجوزية : «وذلك كتأنيث المذكر وتذكير المؤنث وتصور معنى الواحد للجماعة والجماعة للواحد ، وحمل الثاني على لفظ الأول أصلا كان ذلك اللفظ أو فرعا أو غير ذلك» (٢). ومن ذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ)(٣) والمراد به آدم عليهالسلام ، وأنّث ردّا الى النفس.
ومنه قول الشاعر :
أبوك خليفة ولدته أخرى |
وأنت خليفة ذاك الكمال |
وقول الآخر :
يا أيّها الراكب المزجي مطيّته |
سائل بني أسد ما هذه الصّوت |
فانه ذهب بالصوت الى الاستغاثة كما ذهب الآخر بالخوف الى المخافة في قوله :
أتهجر بيتا بالحجاز تلفّعت |
به الخوف والأعداء من كلّ جانب |
حمل اللّفظ على اللّفظ :
عدّه ابن سنان من التناسب وقال : «ومن التناسب أيضا حمل اللفظ على اللفظ في الترتيب ليكون ما يرجع الى المقدم مقدما والى المؤخر مؤخرا» (٤).
ومنه قول الشريف الرضي :
قلبي وطرفي منك هذا في حمى |
قيظ وهذا في رياض ربيع |
فانه لما قدم «قلبي» وجب أن يقدم وصفه بانّه في حمى قيظ فلو كان قال : «طرفي وقلبي منك» لم يحسن في الترتيب أن يؤخر قوله «في رياض ربيع» والطرف مقدم.
وهذا هو اللف والنشر.
الحيدة والانتقال :
الحيد : حرف شاخص يخرج من الجبل ، والحيد ما شخص من الجبل واعوجّ. وحاد عن الشيء يحيد : مال عنه وعدل. والحيدة : العقدة في قرن الوعل.
والنقل : تحويل الشي من موضع الى موضع ، نقله ينقله نقلا فانتقل (٥).
وهذا النوع من مستخرجات المصري ، قال : «هو أن يجيب المسؤول بجواب لا يصلح أن يكون جوابا عما سئل عنه أو ينتقل المستدلّ الى استدلال غير الذي كان آخذا فيه وإنّما يكون هذا بلاغة إذا أتى به المستدلّ بعد معارضة بما يدل على أنّ المعترض لم يفهم استدلاله فينتقل عنه الى استدلال يقطع به الخصم عند فهمه» (٦)
ومنه قوله تعالى حكاية عن الخليل إبراهيم ـ عليهالسلام ـ في قوله للجبار : (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)(٧) فقال الجبار : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) ثم دعا
__________________
(١) شروح التلخيص ج ٤ ص ٥٢٣ ، المطول ص ٤٧٥ ، الاطول ج ٢ ص ٢٥٤ ، شرح عقود الجمان ص ١٧١.
(٢) الفوائد ص ١٠٤.
(٣) النساء ١.
(٤) سر الفصاحة ص ٢٢٥.
(٥) اللسان (حيد) و (نقل).
(٦) تحرير التحبير ص ٥٦٥ ، بديع القرآن ص ٢٨١.
(٧) البقرة ٢٥٨.