فقوله «اسمح» لا ينقط شيء من حروفه ، وقوله «فبث» منقوطة كلها ، وهكذا القول في سائر كلمات البيت.
ومن النثر قول الحريري أيضا : «الكرم ثبت الله جيش سعودك يزين ، واللؤم غضّ الدهر جفن حسودك يشين ، والأروع يثيب والمعور يخيب ، والحلاحل يضيف والماحل يخيف».
وكان الوطواط قد سمّاه «الخيفاء» وقال : «الخيف في اللغة هو أن تكون عينا الجواد إحداهما سوداء والأخرى زرقاء ، وتكون هذه الصنعة بان يجعل الكاتب في نثره أو الشاعر في شعره كلمة من عبارته منقولة وكلمة أخرى عاطلة غير منقوطة» (١) ، وذكر ما ذكره العلوي فيما بعد من أمثلة ولكنّه لم يكتف بالبيت الأوّل من قول الحريري وانما ذكر له بيتا آخر وهو :
ولا تجز ردّ ذي سؤال |
فنّن أم في السؤال خفّف |
وسمّاه الرازي الخيفاء أيضا وقال : «هي الكلام الذي جملة حروف إحدى كلمتيه منقوطة وجملة حروف الكلمة الأخرى غير منقوطة» (٢).
وسمّاه المطرزي «الخيفاء» ايضا وقال : «الخيفاء عند البلغاء هي الرسالة أو القصيدة يكون حروف احدى كلمتيها منقوطة بأجمعها وحروف الأخرى غير منقوطة بأسرها من الفرس الخيفاء وهي التي خيف وهو أن تكون إحدى عينيها سوداء والأخرى زرقاء» (٣).
الخيفاء :
هو الخيف (٤) ، وقد تقدّم.
__________________
(١) حدائق السحر ص ١٦٨.
(٢) نهاية الايجاز ص ٢٣.
(٣) الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ٢٢.
(٤) حدائق السحر ص ١٦٨ ، نهاية الايجاز ص ٢٣ ، الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ٢٢ ، الطراز ج ٣ ص ١٧٧.