عقد ابن منقذ بابا للرذالة والجهامة وقال : «إنّ الرّذالة هو أن يكون المعنى لا يراد ولا يستفاد» (١) مثل قول بعض العرب :
زياد بن عين عينه تحت حاجبه |
وأسنانه بيض وقد طرّ شاربه |
وقول أبي العتاهية :
مات الخليفة أيّها الثّقلان |
فكأنّني أفطرت في رمضان |
ومنه قول الأخر :
إنّ جسمي شفّ من غير مرض |
وفؤادي لجوى الحزن غرض |
|
كجراب كان فيه جبن |
دخل الفأر عليه فانقرض |
الرّشاقة :
المرشق والرشيق من الغلمان والجواري : الخفيف الحسن القد اللطيفه ، وقد رشق رشاقة. يقال للغلام والجارية إذا كانا في اعتدال : رشيق ورشيقة وقد رشقا رشاقة (٢).
عقد ابن منقذ بابا للرّشاقة والجهامة وقال : «أما الجهامة فهي الكلمات القبيحة في السمع وأما الرشاقة فهي حلاوة الألفاظ وعذوبتها» (٣) كقول الشّنفرى :
لتقرعنّ عليّ السنّ من ندم |
إذا تذكرت مني بعض أخلاقي |
الرّفو :
رفوت الثّوب أرفوه رفوا (٤) أي أصلحت ما به من عيب وأعدت الالتحام بين أجزائه والرفو نوع من التضمين وذلك ان يضمن المصراع فما دونه ، قال السّيوطي : «والمصراع فما دونه يسمى رفوا وإبداعا لأنّه رفا شعره بشعر الغير وأودعه أياه» (٥)
الرّقطاء :
الرّقطة : سواد يشوبه نقط بياض أو بياض يشوبه نقط سواد ، وقد ارقطّ ارقطاطا وارقاطّ ارقيطاطا وهو أرقط والأنثى رقطاء (٦).
قال المطرّزي : «وأما الرقطاء عندهم فهي التي أحد حروف كلمة منها منقوط والآخر غير منقوط من الشاة الرقطاء وهي التي بها نقط سود وبيض. مثال ذلك من النثر قول الحريري : «أخلاق سيدنا تحب وبعقوته تلب» (٧).
وقد ذكره العلوي وهو يتحدّث عن «الخيف» وقال : «ومما يجيء على أثره ويسبك من خلاصة جوهره نوع آخر من هذه الرسائل يلقب بالرقطاء وهي مخالفة لما ذكره في الخيف لكنّها تختص بها نوعا من الاختصاص ، وهي أن تكون الكلمة الواحدة أحد حروفها منقوط والآخر مهمل لا نقط فيه ، واشتقاقه من قولهم : «شاة رقطاء» وهي التي في جلدها نقط من سواد وبياض ، وليس وراء هذا شيء ، خلا ما ذكرناه من الأحكام في البلاغة وعلو مراتب الفصاحة وسلاطة اللسان وجودة القريحة وصفاء الذهن الى غير ذلك من المواد التي يجعلها الله في بعض الأشخاص دون بعض» (٨) ، ومثاله قول الحريري : «أخلاق سيدنا تحب» فالهمزة مهملة والخاء منقوطة واللام مهملة والقاف منقوطة ، ومثاله من الشعر قول الحريري :
__________________
(١) البديع في نقد الشعر ص ١٦٤.
(٢) اللسان (رشق).
(٣) البديع في نقد الشعر ص ١٦١.
(٤) اللسان (رفا).
(٥) شرح عقود الجمان ص ١٧٠.
(٦) اللسان (رقط).
(٧) الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ٢٣.
(٨) الطراز ج ٣ ص ١٧٨.