كتب غيره بالاسم الثاني» (١).
السّابق واللّاحق :
السابق واللاحق من الأخذ والسّرقات ، وقد عقد ابن منقذ بابا له باسم «السابق واللاحق والتداول والتناول» وقال : «هو أن يأخذ البيت فينقص من لفظه أو يزيد في معناه أو يحرره فيكون أولى به من قائله لكنّ الأول سابق والآخر لاحق» (٢). ومنه قول علي بن الجهم :
وكم وقفة للريح دون بلادها |
وكم عقبة للطير دون بلادي |
أخذه ابو العلاء فقال :
وسألت كم بين العقيق الى الحمى |
فجزعت من بعد النوى المتطاول |
|
وعذرت طيفك في الجفاء لأنّه |
يسري فيصبح دوننا بمراحل |
وكقول الأخر :
له خلائق بيض لا يغيّرها |
صرف الزمان كما لا يصدأ الذّهب |
أخذه الآخر فقال :
صديق لي له نسب |
صداقة مثله تجب |
|
إذا نقدت خلائقه |
تبهرج عنده الذّهب |
ومنه قول الأفوه الأودي :
وترى الطّير على آثارها |
رأي عين ثقة أن ستمارا |
أخذه النابغة فقال :
إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقهم |
عصائب طير تهتدي بعصائب |
|
جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله |
إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب |
أخذه الحطيئة فقال :
ترى عافيات الطّير قد وثقت لها |
بشيع من الخيل العتاق منازله |
أخذه حميد بن ثور فقال :
إذا ما غزا يوما رأيت غمامة |
من الطير ينظرن الذي هو صانع |
أخذه مسلم فقال :
قد عوّد الطّير عادات وثقن بها |
فهنّ يتبعنه في كلّ مرتحل |
|
موف على مهج في يوم ذي رهج |
كأنّه أمل يمشي الى أجل |
وقال أبو نواس :
واذا مجّ القنا علقا |
وتراءى الموت في صوره |
|
راح في ثنيي مفاضته |
أسد يدمي شبا ظفره |
|
يتأيا الطّير غدوته |
ثقة بالشّبع من جزره (٣) |
ثم أخذه أبو تمام فقال :
وقد ظلّلت أعقاب رايته ضحى |
بأقدام طير في الدماء نواهل |
|
أقامت مع الرايات حتى كأنها |
مع الجيش إلا أنّها لم تقاتل |
ثم أخذه المتنبي فقال :
له عسكرا خيل وطير اذا رمى |
بها عسكرا لم تبق إلا جماجمه |
وقال :
__________________
(١) أنوار الربيع ج ٢ ص ٣٥٠.
(٢) البديع في نقد الشعر ص ٢٢٢.
(٣) المفاضة : الدرع الواسعة. يتأيا الطير : يتحرى ويترقب. الجزر : ما يذبح ، اللحم.