السّجع المطرف :
هو التسجيع المطرّف أو المتطرّف (١) ، وقد تقدّم.
السّجع الموازي :
لم يذكره أحد بهذا الاسم غير الحموي (٢) ولعل فيه تصحيفا لأنّ التعريف الذي ذكره لهذا النوع هو ما ذكره الآخرون للمتوازي (٣) ، وقد تقدّم.
السّرقة :
سرق الشيء يسرقه سرقا وسرقا والاسم السّرق والسّرقة ، والسرقة : الأخذ بخفية ، ويقال : سرق الشيء سرقا : خفي (٤).
فطن العرب منذ عهد مبكر الى التجديد والتقليد وفرّقوا بين الابتداع والإتباع ووضعوا لذلك قواعد وأصولا. والسّرقات قديمة في الأدب العربي وقد وجدت بين شعراء الجاهلية ، وفطن النقاد والشعراء اليها ولحظوا مظاهرها بين امرئ القيس وطرفة بن العبد ، وبين الاعشى والنابغة الذبياني ، وبين أوس بن حجر وزهير بن ابن سلمى. وكان حسان بن ثابت يعتز بكلامه وينفي عن معانيه الأخذ والاغارة ، قال :
لا أسرق الشعراء ما نطقوا |
بل لا يوافق شعرهم شعري |
وكانت السرقة من موضوع الملاحاة بين جرير والفرزدق ، وكل ادّعى أنّ صاحبه يأخذ منه ، ومن ذلك قول الفرزدق يخاطب جريرا :
إن تذكروا كرمي بلؤم أبيكم |
وأوابدي تتنحّلوا الأشعارا |
وغضب على البعيث المجاشعي لما أخذه أحد معانيه فقال فيه :
إذا ما قلت قافية شرودا |
تنحلّها ابن حمراء العجان |
وكان الجاحظ قد أشار الى السرقات ومهّد للباحثين السبيل ، قال : «لا يعلم في الأرض شاعر قديم في تشبيه مصيب تامّ وفي معنى غريب عجيب أو في معنى شريف كريم أو في بديع مخترع إلا وكل من جاء من الشعراء من بعده أو معه إن هو لم يعد على لفظه فيسرق بعضه أو يدعيه بأسره فانّه لا يدع أن يستعين بالمعنى ويجعل نفسه شريكا فيه كالمعنى الذي تتنازعه الشعراء فتختلف ألفاظهم وأعاريض أشعارهم ولا يكون أحد منهم أحق بذلك المعنى من صاحبه ، أو لعله إن يجحد أنّه سمع بذلك المعنى قط وقال : «إنّه خطر على بالي من غير سماع كما خطر على بال الأول» (٥).
وعالج النقاد والبلاغيون موضوع السرقة ، وقال ابن طباطبا إنّ الشعراء السابقين غلبوا على المعاني الشعرية فضاق السبيل امام المحدثين ولم يكن من الأخذ بدّ.
وقال إنّه ينبغي على الشاعر أن يديم النظر في شعر السابقين لتعلق معانيها بفهمه وترسخ أصولها في قلبه واذا ما نظم الشعر وجدها أمام ناظريه ولكن لا ينبغي له أن يغير على معاني الآخرين فيودعها شعره لأنّ هذا لا يستر سرقته (٦).
ورأى الآمدي أن لا سرقة في الألفاظ لأنّها مباحة غير محظورة وإنّما السرقة تتحقّق في المعاني البديعة المخترعة التي يختص بها شاعر لا في المعاني المشتركة بين الناس الجارية في عاداتهم والمستعملة في أمثالهم ومحاوراتهم مما ترتفع الظنة فيه عن الذي يورده أن يقال أخذه من غيره ، قال : «وإنما السّرق
__________________
(١) نهاية الايجاز ص ٣٤ ، خزانة ص ٤٢٣ ، معترك ج ١ ص ٤٩ ، شرح عقود الجمان ص ١٥١ ، التبيان في البيان ص ٤٢٠.
(٢) خزانة ص ٤٢٣.
(٣) نهاية الايجاز ص ٣٤ ، الفوائد ص ٢٢٦ ، معترك ج ١ ص ٥٠ ، شرح عقود الجمان ص ١٥١.
(٤) اللسان (سرق).
(٥) الحيوان ج ٣ ص ٣١١.
(٦) عيار الشعر ص ١٠.