سلامة الاختراع :
هو سلامة الاتبداع ، وقد سمّاه كذلك المصري والحلبي والنويري والسبكي والحموي والسيوطي والمدني (١).
السّلب والإيجاب :
سلبه الشي يسلبه سلبا ، والسّلب : ما يسلب.
وجب الشيء يجب وجوبا : لزم ، وأوجبه الله واستوجبه اي : استحقه ، واوجب ايجابا (٢).
قال العسكري : «هو أن تبني الكلام على نفي الشيء من جهة وإثباته من جهة أخرى أو الامر به في جهة والنهي عنه في جهة وما يجري مجرى ذلك» (٣).
كقوله تعالى : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً)(٤) ، وقول السموأل :
وننكر إن شئنا على الناس قولهم |
ولا ينكرون القول حين نقول |
وقول البحتري :
فابق عمر الزمان حتى نؤدّي |
شكر إحسانك الذي لا يؤدّى |
وقول أبي تمام :
الى سالم الأخلاق من كلّ عائب |
وليس له مال على الجود سالم |
ولم يعرّفه الباقلاني وإنما اكتفى بذكر بيت السموأل (٥) ، وسمّاه الخفاجي : الإيجاب والسلب ومثل له ببيت السموأل وقول البحتريّ :
يقيّض لي من حيث لا أعلم النوى |
ويسري اليّ الشوق من حيث أعلم |
في «لا اعلم» و «أعلم» من السلب والايجاب (٦).
والايجاب والسلب هو أحد أنواع التقابل التي تحدث عنها قدامة وقال : «ومما جاء في الشعر من التناقض على طريق الايجاب والسلب قول عبد الرحمن ابن عبد الله القس :
أرى هجرها والقتل مثلين فاقصروا |
ملامكم فالقتل أعفى وأيسر (٧) |
وقال التّبريزي عن السلب والايجاب : «هو أن يوقع الكلام على نفي شيء وإثباته في بيت واحد» (٨) ونقل هذا التعريف البغدادي والحلبي والنويري وابن قيم الجوزية (٩). وادّعى المصري أنّ هذا النوع من مبتدعاته ولكنّه استدرك على نفسه بحاشية في أصل كتابه «تحرير التحبير» وقال : «وقد عثرت على أنّ هذا الباب لمن تقدّمني من جهة تسميته لا من جهة شواهده» (١٠). وقال : «هو أن يقصد المادح أن يفرد ممدوحه بصفة مدح لا يشركه فيها غيره فينفيها في أول كلامه عن جميع الناس ويثبتها لممدوحه بعد ذلك» (١١). كقول الخنساء في اخيها :
وما بلغت كفّ امرىء متناولا |
من المجد إلّا والذي نلت أطول |
|
وما بلغ المهدون للناس مدحة |
وإن أطنبوا إلّا الذي فيك أفضل |
فقصد أبو نواس أخذ معنى الثاني من البيتين فلم يتهيأ له أخذه إلّا في بيتين وقصر عنه بعد ذلك تقصيرا كبيرا وذلك انه قال :
__________________
(١) المصادر السابقة.
(٢) اللسان (سلب) و (وجب).
(٣) كتاب الصناعتين ص ٤٠٥.
(٤) الاسراء ٢٣.
(٥) اعجاز القرآن ص ١٤٨.
(٦) سر الفصاحة ص ٢٤٠.
(٧) نقد الشعر ص ٢٣٩.
(٨) الوافي ص ٢٧٧.
(٩) قانون البلاغة ص ٤٤٧ ، حسن التوسل ص ٢٨٣ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١٥٤ ، الفوائد ص ١٦١ ، كفاية الطالب ص ١٩٦.
(١٠) تحرير التحبير هامش ص ٥٩٢.
(١١) تحرير التحبير ص ٥٩٣.