الصاد
صحّة الأقسام :
هو «استيفاء المتكلّم أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه بحيث لا يغادر منه شيئا» (١) وهو التقسيم ، وقد تقدّم.
صحّة الأوصاف :
قال ابن سنان : «هو أن يمدح الإنسان بما يليق به ولا ينفر عنه» (٢) ، ولذلك عيب البحتري في مديحه الخليفة :
لا العذل يردعه ولا التّ |
عنيف عن كرم يصدّه |
وقيل : من هو الذي يجسر على عذل الخليفة وتعنيفه؟
وعيب عبد الرحمن القس في قوله :
سلّام ليت لسانا تنطقين به |
قبل الذي نالني من صوته قطعا |
وقيل : هذا غاية الغلظ والجفاء والمخالفة لعادة أهل الهوى.
وعيب على كثيّر قوله :
أريد لأنسى ذكرها فكأنّما |
تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل |
وقيل : لم أراد أن ينسى ذكرها حتى تتمّل له؟
صحّة التّشبيه :
قال ابن سنان : «هو أن يقال أحد الشيئين مثل الآخر في بعض المعاني والصفات ولن يجوز أن يكون أحد الشيئين مثل الآخر من جميع الوجوه حتى لا يعقل بينهما تغاير البتة لأنّ هذا لو جاز لكان أحد الشيئين هو الآخر بعينه وذلك محال وإنّما الأحسن في التشبيه أن يكون أحد الشيئين يشبه الآخر في أكثر صفاته ومعانيه وبالضد حتى يكون رديء التشبيه ما قلّ شبهه بالمشبه به» (٣).
ومن التشبيهات الرائعة قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً)(٤).
ومن بديع التشبيه قول النابغة الذبياني :
فإنّك كالليل الذي هو مدركي |
وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع |
صحّة التّفسير :
صحة التفسير من أنواع المعاني عند قدامة وقد قال : «هي أن يضع الشاعر معاني يريد أن يذكر أحوالها في شعره الذي يصنعه فاذا ذكرها أتى بها من غير أن يخالف معنى ما أتى به منها ولا يزيد أو
__________________
(١) تحرير التحبير ص ١٧٣ ، بديع القرآن ص ٦٥ ، حسن التوسل ص ٢٥٦ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١٣٦.
(٢) سر الفصاحة ص ٣٠١.
(٣) سر الفصاحة ص ٢٩٠.
(٤) النور ٣٩.