الفاء
فائدة الخبر :
الفائدة : ما أفاد الله تعالى العبد من خير يستفيده ويستحدثه ، والفائدة : ما استفدت من علم أو مال ، أفدت المال أي اعطيته غيري وأفدته : استفدته. (١)
فائدة الخبر هو الغرض الأساسيّ من إلقاء أسلوب الخبر ، وذلك أنّ قصد المخبر بخبره إفادة المخاطب نفس الحكم. مثل : «زيد قائم» لمن لا يعلم أنّه قائم.
وهذا هو الأصل في الخبر إلّا إذا أريد به لازم الفائدة أو خرج الى غرض مجازيّ (٢).
الفرائد :
الفرد : الذي لا نظير له ، والجمع أفراد ، والفريد والفرائد : الشذر الذي يفصل بين اللؤلؤ والذهب واحدته فريدة ، والفريد : الدرّ إذا نظم وفصل بغيره ، وقيل : الفريد : الجوهرة النفسية كأنها مفردة في نوعها ، وفرائد الدر : كبارها. (٣)
الفرائد من مبتدعات المصري ، وهذا النوع مختصّ بالفصاحة دون البلاغة لأنّ «مفهومه إتيان المتكلّم بلفظة تتنزل من كلامه منزلة الفريدة من حب العقد تدل على عظم فصاحته وقوة عارضته وشدة عربيته حتى أنّ هذه اللفظة لو سقطت من الكلام لعزّ على الفصحاء غرامتها» (٤) كقوله تعالى : (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ)(٥) وقوله : (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا)(٦).
ومنه قول أبي نواس :
وكأنّ سعدى إذ تودّعنا |
وقد اشرأبّ الدّمع أن يكفا |
فلفظة «اشرأب» من الفرائد ولا يقع مثلها في الندور ...
وكقوله :
حتى إذا ما غلا ماء الشباب لها |
وافعمت في تمام الجسم والعصب |
فاستعارة الغليان لماء الشباب من الفرائد البديعة.
وكقول أبي تمام :
وقدما كنت معسول الأماني |
ومأدوم القوافي بالسداد |
فلفظة «مأدوم» من الفرائد.
وتبع المصري المتأخّرون في هذا النوع (٧). وقد سبق أن تحدّث البلاغيون كابن سنان وابن الأثير عن
__________________
(١) اللسان (فيد).
(٢) مفتاح العلوم ص ٨٢ ، الايضاح ص ١٧ ، التلخيص ص ٤١ ، شروح التلخيص ج ١ ص ١٩٨ ، المطول ص ٤٤ ، الاطول ج ١ ص ٥٤ ، شرح عقود الجمان ص ١٠.
(٣) اللسان (فرد).
(٤) تحرير التحبير ص ٥٧٦ ، بديع القرآن ص ٢٨٧.
(٥) يوسف ٥١.
(٦) يوسف ٨٠.
(٧) خزانة الأدب ص ٣٧٢ ، معترك ج ١ ص ٤٠٧ ، الاتقان ج ٢ ص ٩٣ ، شرح عقود الجمان ص ١٥٠ ، أنوار الربيع ج ٥ ص ٢٦٧ ، نفحات ص ٢٦٩ ، شرح الكافية ص ٢٤٥.