معرفة الالفاظ الدخيلة.
قرب المأخذ :
قال العسكري : «وأما قرب المأخذ فهو أن تأخذ عفو الخاطر وتتناول صفو الهاجس ولا تكد فكرك ولا تتعب نفسك وهذه صفة المطبوع» (١). روي أنّ الرشيد أو غيره قال لندمائه وقد طلعت الثريا : «أما ترون الثريا؟» فقال بعضهم : «كأنها عقد ريّا». وقال بعضهم لأبي العتاهية : «عذب الماء فطابا» فقال أبو العتاهية : «حبذا الماء شرابا». وهذا يدل على سرعة البديهة وعلى أنّ المتمكن من نفسه يضع لسانه حيث يريد.
القسم :
القسم : اليمين ، والجمع أقسام ، وأقسمت : حلفت وأصله من القسامة ، والقسامة : الذين يحلفون على حقهم ويأخذون (٢).
والقسم هو الاقتسام (٣) وقد تقدم.
قصد الجدّ بالهزل :
هو أن يراد الجدّ في قالب الهزل (٤) ، كقول الشاعر :
إذا ما تميميّ أتاك مفاخرا |
فقل عدّ عن ذا كيف أكلك للضّبّ |
القصر :
القصر : الحبس ، وفي القرآن الكريم : (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ)(٥) ، أي محبوسات فيها.
والقصر : كفّك نفسك عن أمر وكفها من أن تطمح به غرب الطمع (٦).
والقصر هو تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص وذلك كتخصيص المبتدأ بالخبر بطريق النفي في قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ)(٧) وتخصيص الخبر بالمبتدأ مثل : «ما شاعر إلا المتنبي».
والقصر هو الحصر (٨) وقد تقدم.
القطع :
القطع : إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا ، قطعه يقطعه قطعا (٩). والقطع أن تكون العبارة الثانية منقطعة عن الاولى ، ولذلك يجب الفصل. والقطع قد يكون للاحتياط كقول الشاعر :
وتظنّ سلمى أنّني أبغي بها |
بدلا ، أراها في الضّلال تهيم |
وقد يكون للوجوب كقوله تعالى : (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ. اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(١٠).
وقد تقدّم القطع في شبه كمال الانقطاع والفصل والوصل (١١).
__________________
(١) كتاب الصناعتين ص ٤٩.
(٢) اللسان (قسم).
(٣) الطراز ج ٣ ص ١٥٣ ، وينظر كفاية الطالب ص ١٨٥ ، نفحات ص ٩٨ ، شرح الكافية ص ١٢٤.
(٤) حلية اللب ص ١٤٧.
(٥) الرحمن ٧٢.
(٦) اللسان (قصر).
(٧) الحديد ٢٠.
(٨) دلائل الاعجاز ص ٢٥٢ ، مفتاح العلوم ص ١٣٨ ، الايضاح ص ١١٨ ، التلخيص ص ١٣٧ ، شروح التلخيص ج ٢ ص ١٦٦ ، المطول ص ٢٠٤ ، الاطول ج ١ ص ٢١٣ ، معترك ج ١ ص ١٨١ ، الروض المريع ص ١٦٩.
(٩) اللسان (قطع).
(١٠) البقرة ١٤ ـ ١٥.
(١١) مفتاح العلوم ص ١٢٦. الايضاح ص ١٥٤ ، التلخيص ص ١٨٥ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٥٠ ، المطول ص ٢٥٧ ، الاطول ج ٢ ص ١٣.