معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

قائمة الکتاب

البحث

البحث في معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

تحمیل

شارك

أحرى بالاستعمال في غالب الظن. وفلان يتحرى الأمر : يتوخاه ويقصده ، والتحري : قصد الأولى والأحق مأخوذ من الحرى وهو الخليق. والتحري : القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول (١).

قال السّيوطي : «هذا النوع اخترعته وسميته المنتحل والمنتقل والمتحرّى ، وهو أن يختار لفظ إذا قرأه الالثغ لا يعاب عليه تحريا. وقد رأيت في ذلك بيتين في الراء لبعض الاقدمين وهما :

من شاء جمع معان قد خصصت بها

وجاوزت كلّ حدّ لم ينل وطرا

وكيف يسطاع أن تحصى فواضلها

وزندك الفرد مهما تقتدحه ورا

ف «وطرا» تصير «وطغا» و «ورا» تصير «وغا» (٢).

المتزلزل :

الزّلزلة والزّلزال : تحريك الشيء ، وقد زلزله زلزلة وزلزالا. وقال بعضهم : الزلزلة مأخوذة من الزلل في الرأي فاذا قيل : زلزل القوم فمعناه صرفوا عن الاستقامة وأوقع في قلوبهم الخوف والحذر (٣).

قال الوطواط : «وتكون هذه الصنعة بأن يذكر الكاتب أو الشاعر لفظا في كلامه بحيث إذا غيّر حركة من حركات حروفه تحوّل الكلام من المدح الى الهجو» (٤). ومثاله : «الله معذّب الكفار ومحرّقهم في النار» فاذا حركت الذال بالكسر في كلمة «معذب» وكذلك الراء في كلمة «محرق» كان ذلك عين الاسلام والدين الحق ، أما اذا فتحت الذال والراء وقرأت الكلمات بالفتح كان ذلك محض الكفر.

ومنه قول الوطواط نفسه :

رسول الله كذّبه الأعادي

فويل ثم ويل للمكذّب

فاذا نطق الذال في كلمة «المكذّب» بالكسر كان البيت مدحا للرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ واذا قرئت بالفتح انقلب المعنى الى الكفر.

وقال الرازي : «هو أن تدرج في الكلام لفظة لو غيّر إعرابها لانتقل المعنى الى ضدها» (٥). مثل : «ولّد الله عيسى من العذراء البتول» ـ بالتشديد ـ وهو حق في الاسلام ولو ذكر بالتخفيف صار كفرا.

وسمّاه ابن قيم الجوزية «المزلزل» وقال : «هو أن يكون في الكلام لفظة لو غيّر وضعها أو إعرابها تغيّر المعنى» (٦). ومن ذلك قوله تعالى : (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)(٧) لو ضمت التاء لتغير المعنى. وقوله : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)(٨) لو فتحت الذال لتغير المعنى. وقوله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ)(٩) لو فتحت الباء في (رَبُّهُ) لصار كفرا. وقوله : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(١٠) لو غيّر اعراب (الْعُلَماءُ) لاختلّ المعنى.

المتشابه :

هو التجنيس المتشابه. وسمّاه المدني «الجناس المقرون» (١١) وقد تقدّم في التجنيس المتشابه.

متعارف الأوساط :

هو ما يتّفق عليه من حدّ يكون مقياسا للكلام. وقد

__________________

(١) اللسان (حري).

(٢) شرح عقود الجمان ص ١٥٧.

(٣) اللسان (زلل).

(٤) حدائق السحر ص ١٨٣.

(٥) نهاية الايجاز ص ١١٦.

(٦) الفوائد ص ١٨٠.

(٧) الفاتحة ٧.

(٨) المطففين ١٠.

(٩) البقرة ١٢٤.

(١٠) فاطر ٢٨.

(١١) أنوار الربيع ج ١ ص ٩٨.