السَّبِيلِ)(١) لملازمته الطريق.
الرابع : نفي الشيء لانتفاء ثمرته وفائدته للزومهما عنه غالبا في مثل قوله تعالى : (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ)(٢) أي وفاء عهد أو تمام عهد ، فنفى العهد لانتفاء ثمرته وهو الوفاء والاتمام.
الخامس : التّجوّز بلفظ الريب عن الشكّ لملازمة الشكّ القلق والاضطراب فإنّ حقيقة الريب قلق النفس ، ومن ذلك قوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ)(٣) أي لا شكّ في إنزاله أو في هدايته.
السادس : التعبير بالمسافحة عن الزنا لأنّ السّفح صبّ المني وهو ملازم للجماع غالبا لكنّه خصّ بالزنا إذ لا غرض فيه سوى صبّ المنيّ بخلاف النكاح فانّ مقصوده الولد والتعاضد والتناصر بالأختان والأصهار والأولاد والأحفاد ومثاله قوله تعالى : (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ*)(٤) أي : غير مزانين.
السابع : التعبير بالمحلّ عن الحالّ لما بينهما من الملازمة الغالبة كالتعبير باليد عن القدرة والاستيلاء والعين عن الإدراك والصدر عن القلب وبالقلب عن العقل وبالأفواه عن الألسن وبالألسن عن اللغات وبالقرية عن قاطنيها وبالساحة عن نازليها وبالنادي والندي عن أهلهما. وقد ورد كلّ ذلك في القرآن الكريم.
الثامن : التعبير بالإرادة عن المقاربة لأنّ من أراد شيئا قربت مواقعته إياه غالبا ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ)(٥)
التاسع : التّجوّز بترك الكلام عن الغضب لأنّ الهجران وترك الكلام يلازمان الغضب غالبا ومنه قوله تعالى : (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ)(٦).
العاشر : التّجوّز بنفي النظر عن الإذلال والاحتقار كقوله تعالى : (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٧).
الحادي عشر : التّجوّز باليأس عن العلم لأنّ اليأس من نقيض العلوم ملازم للعلم غير منفكّ عنه ، كقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً)(٨).
الثاني عشر : التعبير بالدخول عن الوطء ونّ الغالب من الرجل اذا دخل بامرأته انّه يطأها في ليلة عرسها ومنه قوله تعالى : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ)(٩).
الثالث عشر : وصف الزمان بصفة ما يشتمل عليه ويقع فيه كقوله تعالى : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ)(١٠).
الرابع عشر : وصف المكان بصفة ما يشتمل عليه ويقع فيه ، كقوله تعالى : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً)(١١).
الخامس عشر : وصف الأعراض بصفة من قامت به ، كقوله تعالى : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ)(١٢). والعزم صفة لذوي الأمر ، وقوله تعالى : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ)(١٣) وصف التجارة بالربح وهو صفة للتاجر.
السادس عشر : الكنايات كقوله طرفة :
__________________
(١) البقرة ١٧٧.
(٢) التوبة ٧.
(٣) البقرة ٢.
(٤) النساء ٢٤ ، المائدة ٥.
(٥) الكهف ٧٧.
(٦) البقرة ١٧٤.
(٧) آل عمران ٧٧.
(٨) الرّعد ٣١.
(٩) النساء ٢٣.
(١٠) المدثر ٩.
(١١) ابراهيم ٣٥.
(١٢) محمد ٢١.
(١٣) البقرة ١٦.