المجاز المرسل :
هو المجاز الإفرادي ، وهو أحد أنواع المجاز اللغوي (١) وقد تقدّم.
المجاز المرشّح :
هو الاستعارة الترشيحية كقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ)(٢) ، وقد سمّاها كذلك ابن الزملكاني ، قال : «ومن ترشيح الاستعارة ، وتسمى المجاز المرشح» (٣).
المجاز المركّب :
قال القزويني : «هو اللفظ المركّب المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصليّ تشبيه التمثيل للمبالغة في التشبيه أي تشبيه إحدى صورتين منتزعتين من أمرين أو أمور بالأخرى ثم تدخل المشبّهة في جنس المشبّه بها مبالغة في التشبيه فتذكر بلفظها من غير تغيير بوجه من الوجوه» (٤). كما كتب الوليد بن يزيد لما بويع الى مروان بن محمد وقد بلغه أنّه متوقف في البيعة له : «أمّا بعد فانّي أراك تقدّم رجلا وتؤخر أخرى ، فاذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت والسّلام».
شبّه صورة تردده في المبايعة بصورة تردد من قام ليذهب في أمر فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا وتارة لا يريد فيؤخر أخرى.
ومنه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ)(٥) فانّه لما كان التقدم بين يدي الرجل خارجا عن صفة المتابع له صار النهي عن التقدم متعلقا باليدين مثلا للنهي عن ترك الاتباع.
ومنه قول ابن ميّادة :
ألم تك في يمنى يديك جعلتني |
فلا تجعلنّي بعدها في شمالكا |
أي : كنت مكرّما عندك فلا تجعلني مهانا ، وكنت في المكان الشريف منك فلا تحطّني في المنزل الوضيع.
وهذا يسمّى التمثيل وقد تقدّم ، أو التمثيل على سبيل الاستعارة ، ومتى فشا استعماله كذلك سمي مثلا ، ولذلك لا تغيّر الأمثال.
المجاز المفرد :
قال القزويني : «هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح به التخاطب على وجه يصحّ مع قريته عدم إرادته» (٦) وهو ثلاثة انواع :
الأوّل : لغوي مثل لفظ «الأسد» اذا استعمله المخاطب بعرف اللغة في الرّجل الشجاع.
الثاني : شرعي مثل لفظ «صلاة» إذا استعمله المخاطب بعرف الشرع في الدعاء.
الثالث : عرفي ، وهو عرفي خاص مثل لفظ «فعل» اذا استعمله المخاطب بعرف النحو في الحديث.
وعرفي عام مثل لفظ «دابة» اذا استعمله المخاطب بالعرف العامّ في الإنسان.
مجاز النّقصان :
هو مجاز الحذف (٧) ، وقد تقدّم.
__________________
(١) معترك ج ١ ص ٢٤٨ ، التبيان في البيان ص ١٧٦.
(٢) البقرة ١٦.
(٣) البرهان الكاشف ص ١٠١ ، التبيان ص ١٦١.
(٤) الايضاح ج ٢ ص ٣٠٤ ، التلخيص ص ٣٢٢ ، شروح التلخيص ج ٤ ص ١٤١ ، المطول ص ٣٧٩ ، الاطول ج ٢ ص ١١٧ ، البرهان ج ٢ ص ٢٥٦ ، شرح عقود الجمان ص ٩٧ ، حلية اللب ص ١٢٨.
(٥) الحجرات ١.
(٦) الايضاح ص ٢٦٨ ، التلخيص ص ٢٩٤ ، شروح التلخيص ج ٤ ص ٢٠ ، المطول ص ٣٥٣ ، الأطول ج ٢ ص ١١٧ ، الاتقان ج ٢ ص ٣٦.
(٧) الكتاب ج ١ ص ٢١٢ ، ٢١٣ ، معاني القرآن ج ١ ص ٣٦٣ ، ٣٦٩. أسرار البلاغة ص ٣٨٣ ، الايضاح ص ٣١٨ ، التلخيص ص ٣٣٦ ، شروح التلخيص ج ٤ ص ٢٣١ ، المطول ص ٤٠٥ ، ـ الاطول ج ٢ ص ١٦٦ ، الاتقان ج ٢ ص ٣٦ ، ٤٠ ، شرح عقود الجمان ص ١٠٠ ، حلية اللب ص ١٢٩.