جميع المخلوقات إلا الماء ليدخل الحيوان البريّ فيها.
والمشاكلة بين اللفظ والمعنى ضرورية في التعبير ، لأنّ لكل معنى لفظا يدلّ عليه في صورة من الصور التي يريد الشاعر أو الكاتب أن يعبر عنها.
المشبّه بالتّجنيس :
المشبّه بالتجنيس هو الجناس الناقص ، وقد سمّاه كذلك ابن الأثير الحلبي وقال : «وأما المشبّه بالتّجنيس فهو النوع المسمّى بالجناس الناقص» (١). وقسّمه الى ثمانية أقسام : جناس المغايرة ، وجناس المماثلة ، وجناس التصحيف ، وجناس التحريف ، وجناس التصريف ، وجناس الترجيع ، وجناس العكس ، وجناس التركيب.
وقسّم ابن قيّم الجوزيّة الجناس الى حقيقي ومشبّه بالتجنيس (٢) ويريد بالحقيقي الجناس التامّ ، وبالثاني : المماثل والمغاير والتصحيف والتحريف والتشكيل والعكس والتركيب والتصريف والترجيع. وقد تقدّمت.
المشتقّ :
اشتقاق الشيء : بنيانه من المرتجل ، واشتقاق الكلام : الأخذ فيه يمينا وشمالا ، واشتقاق الحرف من الحرف : أخذه منه. والمشتق هو المأخوذ من مادة أخرى ، اشتق يشتق (٣).
المشتق من ابتداع العسكري ، فقد قال بعد أن فرغ من شرح أبواب البديع : «وقد عرض لي بعد نظم هذه الأنواع نوع آخر لم يذكره أحد وسمّيته المشتقّ وهو على وجهين : فوجه منهما أن يشتق اللفظ من اللفظ ، والآخر أن يشتق المعنى من اللفظ» (٤). فاشتقاق اللفظ من اللفظ مثل قول الشاعر في رجل يقال له ينخاب : «وكيف ينجح من نصف اسمه خابا» وقول العسكري نفسه في البانياس :
في البانياس إذا أوطئت ساحتها |
خوف وحيف وإقلال وإقلاس |
|
وكيف يطمع في أمن وفي دعة |
من حلّ في بلد نصف اسمه ياس |
واشتقاق المعنى من اللفظ مثل قوله أبي العتاهية :
حلقت لحية موسى باسمه |
وبهارون إذا ما قلبا |
وقول ابن دريد :
لو أوحي النحو الى نفطويه |
ما كان هذا النحو يقرا عليه |
|
أحرقه الله بنصف اسمه |
وصيّر الباقي صراخا عليه |
المشكل :
أشكل الأمر : التبس (٥).
المشكل نوع من السجع ، قال الكلاعي : «وسمّينا هذا النوع من السجع المشكل لأنّه يأتي متفق اللفظ مختلف المعنى فربما أشكل. وكان المجيد (٦) قد عني بهذا النوع وشغف بهذا الفن. فمن ذلك خطبة أخبرني الوزير الفقيه (٧) انه قال : الحمد لله مودع الأشياء بين الكاف والنون المسبحة له البحار الزاخرة والنون (٨). الواحد الذي لا تجد له ضريبا والمنزل من خلال المزن ضريبا (٩). الذي كشف الخطوب الكامنة
__________________
(١) جوهر الكنز ص ٩٢.
(٢) الفوائد ص ٢٤٠.
(٣) اللسان (شقق).
(٤) كتاب الصناعتين ص ٤٢٩ ـ ٤٣٠ ، وينظر الروض المريع ص ١٢١.
(٥) اللسان (شكل).
(٦) هو المجيد العسقلاني.
(٧) هو أبو بكر بن الاشبيلي.
(٨) النون : الحوت.
(٩) الضريب : الثلج.