الثاني : أحوال المسند اليه.
الثالث : أحوال المسند.
الرابع : أحوال متعلّقات الفعل.
الخامس : القصر.
السادس : الإنشاء.
السابع : الفصل والوصل.
الثامن : الإيجاز والإطناب.
ووجه الحصر أن الكلام إمّا خبر أو انشاء ؛ لأنّه إما أن يكون لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه ، أو لا يكون لها خارج ، الأوّل الخبر والثاني الإنشاء. ثم الخبر لا بدّ له من إسناد ومسند اليه ومسند ، وأحوال هذه الثلاثة هي الأبواب الثلاثة الأولى. ثم المسند قد يكون له متعلّقات إذا كان فعلا أو متصلا به أو في معناه كاسم الفاعل ونحوه ، وهذا هو الباب الرابع. ثم الإسناد والتعلق كل واحد منهما يكون إما بقصر أو بغير قصر ، وهذا هو الباب الخامس. والإنشاء هو الباب السادس. ثم الجملة إذا قرنت بأخرى فتكون الثانية إما معطوفة على الأولى أو غير معطوفة ، وهذا هو الباب السابع. ولفظ الكلام البليغ إما زائد على أصل المراد لفائدة أو غير زائد عليه ، وهذا هو الباب الثامن.
وسيطر هذا المنهج على البلاغيين وظلت كتبهم تقسّم علم المعاني هذا التقسيم (١) ، ولم يخرج عنه معظم المتأخّرين والمحدثين.
المعقّد :
العقد : نقيض الحل ، عقده يعقده عقدا ، وعقدة اللسان : ما غلظ منه ، وعقّد كلامه : أعوصه وعمّاه ، وكلام معقّد : أي مغمّض (٢).
المعقّد هو الكلام الذي يحتاج الى جهد في تقريب المعنى ، وقد وصف البحتري بأنّه يعطي المعاني الدقيقة تسهيلا وتقريبا ويردّ الغريب الى المألوف القريب.
وقد علّل عبد القاهر ذمّ المعقّد بقوله : «والمعقّد من الشعر والكلام لم يذمّ لأنّه مما تقع حاجة فيه الى الفكر على الجملة بل لأنّ صاحبه يعثر فكرك في متصرّفه ويشيك طريقك الى المعنى ويوعر مذهبك نحوه بل ربما قسّم فكرك وشعّب ظنك حتى لا تدري من أين تتوصّل وكيف تطلب» (٣) ، وقد تقدّم الكلام على التعقيد.
المعمّى :
عمي عليه الأمر : التبس ، والتعمية أن تعمّي على الإنسان شيئا فتلبسه عليه تلبيسا ، وعمّيت معنى البيت تعمية ومنه المعمّى من الشعر (٤).
المعمّى هو الأحجية واللغز ، قال السبكي عن اللغز : «ويسمّى الأحجية والمعمّى وهو قريب من التورية وأمثلته لا تكاد تنحصر ، وفيه مصنّفات للناس» (٥).
معنى المعنى :
فرّق عبد القاهر بين المعنى ومعنى المعنى أي المعنى الأول والمعنى الثاني وقال : «تعني بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل اليه بغير واسطة ، وبمعنى المعنى أن تعقل من اللفظ معنى ثم يفضي بك ذلك المعنى الى معنى آخر» (٦).
ولا يتوصّل الى معنى المعنى إلّا عن طريق صور البيان ولذلك قال عبد القاهر : «وضرب آخر أنت لا
__________________
(١) شروح التلخيص ج ١ ص ١٥١. المطول ص ٣٣ ، الاطول ج ١ ص ٣٨.
(٢) اللسان (عقد).
(٣) أسرار البلاغة ص ١٣٥.
(٤) اللسان (عمي).
(٥) عروس الافراح ج ٤ ص ٤٧٣ ، وينظر نفحات ص ٣٣٩.
(٦) دلائل الاعجاز ص ٢٠٣ ، وينظر نهاية الايجاز ص ٨.