فيضعون واحدة منها في أوّل البيت والأخرى في نهايته. ويسمّى أحيانا «المقلوب المعطّف». ومثاله :
ساق هذا الشاعر الجب |
ن الى من قلبه قاس |
|
سار حيّ القوم فال |
همّ علينا جبل راس (١) |
المقلوب المستوي :
هو أن يقع قلب الكل في كلمتين أو أكثر ، أي : إذا قلبت الجملة او المصراع أو البيت كان كل واحد من هذه الثلاثة متفّق الأصل مع مقلوبه مثل قوله تعالى : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ)(٢) وقوله : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)(٣). وقد تقدم في مقلوب الكل (٤).
الملاءمة :
تلأم القوم والتأموا : اجتمعوا واتفقوا وتلاءم الشيئان إذا اجتمعا واتّصلا. ولاءمت بين الفريقين إذا اصلحت بينهما ، ولاءمت بين القوم ملاءمة : أذا أصلحت وجمعت واذا اتفق الشيئان فقد التأما. ولاءمني الأمر : وافقني (٥).
قال الحلبي والنّويري : «فالملاءمة تأليف الألفاظ الموافية بعضها لبعض على ضرب من الاعتدال» (٦) كقول لبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه |
يعود رمادا بعد إذ هو ساطع |
|
وما المال والأهلون إلا ودائع |
ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع |
ثم قالا : «وبعضهم يعدّ التلفيق من باب الملاءمة ، وهو أن يضمّ الى ذكر الشيء ما يليق به ويجري مجراه أي يجمع الأمور المتناسبة ويقال له «مراعاة النظير».
الملخّص :
لخّصت الشيء : اذا استقصيت في بيانه وشرحه وتحبيره ، يقال : لخّص لي خبرك أي بيّنه لي شيئا بعد شيء. ولخصت القول : اقتصرت فيه واختصرت منه ما يحتاج اليه (٧).
الملخّص من الشعر والكلام هو الذي يكون واضحا بيّنا ، وهو خلاف المعقّد قال عبد القاهر : «وأما الملخّص فيفتح لفكرتك الطريق المستوي ويمهّده وإن كان فيه تعاطف أقام عليه المنار وأوقد فيه
الأنوار حتى تسلكه سلوك المتبين لوجهته وتقطعه قطع الواثق بالنجح في طيته فترد الشريعة زرقاء والروضة غناء فتنال الري وتقطف الزهر الجني. وهل شيء أحلى من الفكرة إذا استمرت وصادفت نهجا مستقيما ومذهبا قويما وطريقة تنقاد ، وتبيّنت لها الغاية فيما ترتاد» (٨).
الملكة :
الملك : ما ملكت اليد من مال وخول ، والملكة :ملكك (٩).
الملكة هي صفة راسخة في النفس ، وتحقيقه أنّه تحصل للنفس هيئة بسبب فعل من الأفعال ، ويقال
__________________
(١) حدائق السحر ص ١٠٩ ، مفتاح العلوم ص ٢٠٣ ، وينظر الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ٢١.
(٢) يس ٤٠.
(٣) المدثر ٣.
(٤) الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ٢١ ، مفتاح العلوم ص ٢٠٣ ، خزانة الادب ص ٢٣٧ ، معترك ج ١ ص ٤٠٦ ، شرح عقود الجمان ص ١٥٣. أنوار الربيع ج ٥ ص ٢٨٨.
(٥) اللسان (لأم).
(٦) حسن التوسل ص ٢١٠ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١٠٦ ، وينظر الايضاح في شرح مقامات الحريري ص ١٤٠.
(٧) اللسان (لخص).
(٨) أسرار البلاغة ص ١٣٥.
(٩) اللسان (ملك).