النون
النادر والبارد :
ندر الشيء يندر ندورا : سقط ، وقيل : سقط وشذّ ، ونوادر الكلام تندر وهي ما شذّ وخرج من الجمهور (١).
عقد ابن منقذ بابا للنادر والبارد وقال : «إنّ الشعر النادر هو الذي يستفز القلب ويحمي المزاج في استحسانه ، والبارد بضد ذلك» (٢). مثل قول أبي العتاهية :
مات والله سعيد بن وهب |
رحم الله سعيد بن وهب |
|
يا أبا عثمان أبكيت عيني |
يا أبا عثمان أوجعت قلبي |
وهذا من البارد ، أما النادر فهو كثير والقرآن «مشحون به فانّ أكثر ألفاظه نادرة الوجود ومعانيه مستوفية للمقصود كل كلمة منه جامعة لمعان شتى وكل آية تحتوي على معان لغير المتكلّم به لا تتأتّى وكل سورة إحكام أحكامها لا ينحصر وايجاز إعجازها قد أعجز البشر» (٣).
النّداء :
النّداء والنّداء : الصوت مثل الدّعاء والرّغاء ، وقد ناداه ونادى به وناداه مناداة ونداء أي : صاح به (٤).
النداء التصويت بالمنادى ليقبل ، أو هو طلب إقبال المدعو الى الداعي. وقد أدخله البلاغيون المتأخّرون (٥) في أنواع الإنشاء الطلبيّ.
وللنداء عدّة أدوات هي : الهمزة وآ ، وأيا ، وأي ، وآي ، وهيا ، و: وا ، ويا. وبعض هذه الأدوات للقريب وبعضها للبعيد ، وقد أشار سيبويه الى ذلك (٦).
وقد يخرج النداء الى أغراض مختلفة منها : الإغراء كقول المتنبي
يا أعدل الناس إلّا في معاملتي |
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم |
والاستغاثة كقول المتنبي :
واحرّ قلباه ممّن قلبه شبم |
ومن بجسمي وحالي عنده سقم |
والتّعجّب كقوله تعالى : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ)(٧).
والاختصاص مثل : «عليّ ـ أيّها الرجل ـ يعتمد».
والتنبيه كقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا)(٨) والتّحسّر كقول ابن الرومي :
__________________
(١) اللسان (ندر).
(٢) البديع في نقد الشعر ص ١٦٠.
(٣) الفوائد ص ١٧٨.
(٤) اللسان (ندى).
(٥) مفتاح العلوم ص ١٥٤ ، الايضاح ص ١٤٦ ، التلخيص ص ١٧٢ ، شروح التلخيص ج ٢ ص ٣٣٣ ، المطول ص ٢٤٤ ، الاطول ج ١ ص ٢٥٢ ، الروض المريع ص ٧٧.
(٦) الكتاب ج ١ ص ٣٢٥.
(٧) يس ٣٠.
(٨) مريم ٢٣.