فان صورة راقتك فاخبر فربّما |
أمرّ مذاق العود والعود أخضر |
فهذا الشاعر بقوله : «ربما أمرّ مذاق العود والعود أخضر» كأنه يومىء الى أنّ سبيل العود الأخضر في الأكثر أن يكون عذبا أو غير مرّ وليس هذا بواجب لأنّه ليس العود الأخضر بطعم من الطعوم أولى منه بالآخر.
النّسخ :
نسخ الشيء ينسخه نسخا وانتسخه واستنسخه : اكتتبه عن معارضة (١).
النسخ أحد أنواع السرقات ، قال ابن الأثير : «هو أخذ اللفظ والمعنى برمّته من غير زيادة عليه مأخوذا ذلك من نسخ الكتاب» (٢).
وسمّاه القزويني نسخا وانحالا وقال : «فان كان المأخوذ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم مردود ؛ لأنّه سرقة محضة» (٣) وتبعه في ذلك شرّاح التلخيص (٤).
وقال العلوي : إنّ النسخ على وجهين (٥) :
الأوّل : أن يأخذ لفظ الأوّل ومعناه ولا يخالفه إلا برويّ القصيدة كقول امرىء القيس :
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم |
يقولون لا تهلك أسى وتجمّل |
وقول طرفة :
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم |
يقولون لا تهلك أسى وتجلّد |
الثاني : هو الذي يؤخذ فيه المعنى وأكثر اللفظ ، ومن ذلك ما قاله بعضهم يمدح معبدا صاحب الغناء ويذكر فضله على غيره ممن تولّع بالغناء :
أجاد طويس والسّريجيّ بعده |
وما قصبات السبق إلا لمعبد |
ثم قيل بعد ذلك :
محاسن أوصاف المغنّين جمّة |
وما قصبات السبق إلا لمعبد |
النّظر والملاحظة :
النظر والملاحظة من السرقات ، قال الحاتمي : «وهذه ضروب دقيقة قلّما ترد المدارك من الإشارة الى المعنى وإخفاء السر» (٦). ومثّل له بقول أوس ابن حجر :
سأجزيك أو يجزيك عني مثوّب |
وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي |
وقول الحطيئة :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه |
لا يذهب العرف بين الله والناس |
فقوله : «لا يذهب العرف بين الله والناس» هو قول أوس بن حجر : «سأجزيك أو يجزيك عني مثوّب» لأنّ المثوّب هو الله عزوجل.
ولم يخرج ابن رشيق على ذلك وقال : «إنّ الإلمام ضرب من النظر» (٧).
النّظم :
النّظم : التأليف ، نظمه ينظمه نظما ونظاما ، ونظمت اللؤلؤ أي جمعته في السلك (٨).
بدأت فكرة النظم منذ أن أخذ المعتزلة يبحثون في
__________________
(١) اللسان (نسخ).
(٢) المثل السائر ج ٢ ص ٢٦٥ ، الجامع الكبير ص ٢٤٢.
(٣) الايضاح ص ٤٠٣ ، التلخيص ص ٤٠٩.
(٤) شروح التلخيص ج ٤ ص ٤٨١ ، المطول ص ٤٦٣ ، الاطول ج ٢ ص ٢٤٢.
(٥) الطراز ج ٣ ص ١٩٠ ، وينظر التبيان في البيان ص ٣٦١.
(٦) حلية المحاضرة ج ٢ ص ٨٦.
(٧) العمدة ج ٢ ص ٢٨٧.
(٨) اللسان (نظم).