أي : لا ترفثوا ولا تفسقوا. وقد تقدم ذلك في الخبر.
وضع الطّلب موضع الخبر :
أي أن ينقل الاسلوب الطلبي الى الخبر (١) ، وقد تقدم ذلك في الأمر والنهي وغيرهما من أساليب الانشاء الطلبي.
وضع الظاهر موضع المضمر :
قال الزركشي : «والعجب أنّ البيانيين لم يذكروه في أقسام الإطناب» (٢) وقال السيوطي : «ورأيت فيه تأليفا مفردا لابن الصائغ» (٣).
ولهذا النوع فوائد منها : زيادة التقرير والتمكين كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ)(٤).
والاصل : هو الصمد. وقوله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)(٥).
وقصد التعظيم كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(٦).
وقصد الاهانة والتحقير كقوله تعالى : (أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ ، أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ)(٧).
والاستلذاذ بذكره كقوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)(٨).
وزيادة التقدير كقوله تعالى : (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ)(٩).
وإزالة اللبس حيث يكون الضمير يوهم أنّه غير المراد كقوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ)(١٠).
وأن يكون القصد تربية المهابة وإدخال الروعة في ضمير السامع كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(١١).
وقصد تقوية داعية المأمور كقوله تعالى : (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)(١٢).
وتعظيم الأمر كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ. قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ)(١٣).
وأن يقصد التوصل بالظاهر الى الوصف كقوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ)(١٤) بعد قوله في صدر الآية : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً.)
والتنبيه على علة الحكم كقوله تعالى : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ)(١٥).
وقصد العموم كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها)(١٦).
وقصد الخصوص كقوله تعالى : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ)(١٧).
ومراعاة التجنيس كقوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلهِ النَّاسِ)(١٨). ومنها أن يتحمل ضميرا لا بدّ منه كقوله تعالى : (... أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها)(١٩). وكونه أهم من الضمير كقوله
__________________
(١) البرهان في علوم القرآن ج ٣ ص ٣٥٠.
(٢) البرهان في علوم القرآن ج ٢ ص ٤٨٢.
(٣) الاتقان ج ٢ ص ٧٢.
(٤) الاخلاص ١ ـ ٢.
(٥) الاسراء ١٠٥.
(٦) البقرة ٢٨٢.
(٧) المجادلة ١٩.
(٨) فاطر ١٠.
(٩) آل عمران ٧٨.
(١٠) آل عمران ٢٦.
(١١) الحاقة ١ ـ ٢.
(١٢) آل عمران ١٥٩.
(١٣) العنكبوت ١٩ ـ ٢٠.
(١٤) الاعراف ١٥٨.
(١٥) البقرة ٥٩.
(١٦) الكهف ٧٧.
(١٧) الاحزاب ٥٠.
(١٨) الناس ١ ـ ٣.
(١٩) الكهف ٧٧.