شُرَكاؤُهُمْ)(١) ، و (مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)(٢) ؛ لاستنادها إلى الثقاة ، وكثرة نظائرها من الأشعار.
ومن أرادها فعليه بخصائص الإمام ابن جني ، محمولة عندي على حذف المضاف إليه من الأول على نحو ما سبق ، وإضمار المضاف مع الثاني على نحو قراءة من قرأ : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ)(٣) بالجر بإضمار المضاف على تقدير : عرض الآخرة ، ونحو قول أبي داود (٤)
أكلّ امرئ تحسبين امرأ ... |
|
ونار توقّد بالليل نارا |
بإضماره أيضا على تقدير : وكل نار ، وقول العرب : ما كل سوداء [تمرة ولا بيضاء](٥) شحمة ، عند سيبويه دون الأخفش [رحمة الله عليهما](٦) في أحد الروايتين تفاديا بذلك عن العطف بالحرف الواحد على عاملين ، وما ذكرت ، وإن كان فيه نوع من البعد ، فتخطئة الثقاة والفصحاء أبعد.
فصل
ويجوز حذف المضاف ، وهو تركه ، وإجراء حقه في الإعراب على المضاف
__________________
(١) سورة الأنعام : الآية : ١٣٧.
(٢) سورة إبراهيم : الآية : ٤٧.
(٣) سورة الأنفال : الآية ٦٧.
(٤) البيت من المتقارب ، وهو لأبى داود جارية بن الحجاج بن حذافة الإيادى في ديوانه ص ٣٥٣ ، والأصمعيات ص ١٩١ ، وأمالى ابن الحاجب ١ / ١٣٤ ، ٢٩٧ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٩٢ ، ١٠ / ٤٨١ ، والدرر ٥ / ٣٩ ، وشرح التصريف ٢ / ٥٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٩٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٧٠٠ ، وانظر في باقى مراجعه (المعجم المفصل ٣ / ٨٦).
(٥) ليست في (غ).
(٦) من (غ).