ورابعها : خروجهما إلى معنى التأخر بذلك خروجا ظاهرا ، وأن الوزن لا يظهر حاله في معناه حتى يختص بالفعل أو يجري مجرى المختص به ، وأن الألف والنون الزائدتين ، على ما ذكر ، تكونان ممتنعتين عن دخول تاء التأنيث عليهما ، فتكتسبان شبها بألفي التأنيث في نحو : حمراء ، فيزداد حالهما في معناهما قوة ، وكذا ألف الإلحاق عند اقتران العلمية بها. [والله الموفق للصواب](١).
الفصل الثالث
في علة إعراب الأسماء الستة بالحروف مضافة
وهي إظهار الاجتناب [بألطف](٢) وجه وأقربه عن أن يقوى خلاف قياس فيها.
بيان ذلك ، أن : (فوه ، وذو مال) ، لو أعربا بترك إشباع الحركات لكانا قد بقيا على حرف واحد ، وكان حذف العين واللام منهما واقعا في غاية خلاف القياس ، (وأبوه وأخوه وحموها) لو تركت على حرفين بإعرابها بالحركات ؛ لكان خلاف القياس في حذف الثالث منها أقوى منه في نحو : غد ويد ؛ لكون التكميل في أسماء العقلاء أدخل في الطلب منه في غيرها.
وقد مهد هذه القاعدة الإمام عبد القاهر [رحمة الله عليه](٣) في مقتصده (٤) ، فليطلب هناك.
وأما (هن) فلكونه كناية عن أسماء الأجناس اندرج بحكم التغليب بعد تنزيل الكناية منزلة المكنى عنه ، بحكم العرف في أسماء العقلاء.
__________________
(١) ليست في (غ).
(٢) تصحفت في (غ) إلى (ألف).
(٣) من (غ) وعبد القاهر الجرجاني : هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني ، صاحب دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة والجمل ت ٤٧١ ه فوات الوفيات ١ / ٦١٢ ، ٦١٣.
(٤) يريد كتاب المقتصد لعبد القاهر الجرجاني.