بسم الله الرّحمن الرّحيم
القسم الثالث
في علمي المعاني والبيان
وفيه مقدمة لبيان حدي العلمين والغرض فيهما ، وفصلان لضبط معاقدهما والكلام فيهما.
مقدّمة
علم المعاني (١) :
اعلم أن علم المعاني هو تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة ، وما يتصل بها من الاستحسان وغيره ، ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره ؛ وأعني بتراكيب الكلام : التراكيب الصادرة عمن له فضل تمييز ومعرفة ، وهي تراكيب البلغاء ، لا الصادرة عمن سواهم ، لنزولها في صناعة البلاغة منزلة أصوات
__________________
(١) علم المعاني عرفه الإمام الطيبى فقال : هو تتبع خواص التراكيب في الإفادة ؛ تفاديا عن الخطأ في التطبيق. التبيان (١ / ١٤١) بتحقيقى طبعة المكتبة التجارية بمكة.
وعرفه الخطيب القزويني بأنه : علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال الإيضاح ص ٨٤ (ط) دار الكتاب اللبناني بيروت.
وعرفه بدر الدين بن مالك في المصباح فقال : هو تتبع خواص تراكيب الكلام وقيود دلالته ، ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما تقضى الحال ذكره. المصباح ص ٧ في (ط) مكتبة الآداب.
وانظر في تعريف علم المعاني أيضا الطراز ١ / ١٠ ، نهاية الإيجاز للرازي ص ١٦٤ ـ ١٦٥.