الله يعلم ما تركت قتالهم |
|
حتّى علوا فرسي بأشقر مزبد |
قال تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)(١) أو مقام تعظيم ، والاسم صالح لذلك ، كما في الكنى والألقاب المحمودة ؛ أو إهانة والاسم صالح كالأسامي المذمومة ، أو كناية مثل قوله : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ،) أي يدا جهنمي. أو مقام إيهام أنك تستلذ اسمه العلم ، أو تتبرك به ، أو ما شاكل ذلك (٢) مما له مدخل في الاعتبار.
المسند إليه اسما موصولا :
وأما الحالة التي تقتضي كونه موصولا : فهي متى صح إحضاره في ذهن السامع بوساطة ذكر جملة معلومة الانتساب إلى مشار إليه ، واتصل بإحضاره بهذا الوجه غرض مثل : أن لا يكون لك منه أمر معلوم سواه ، أو لمخاطبك ، فتقول : خ خ الذي كان معك أمس لا أعرفه ، خ خ والذي كان معنا أمس رجل عالم فأعرفه ، أو خ خ الذين في بلاد الشرق لا أعرفهم ، أو لا تعرفهم ، أو لا نعرفهم.
أو أن تستهجن التصريح بالاسم ، أو أن يقصد زيادة التقرير كما في قوله عز وعلا : (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ)(٣). والعدول عن التصريح باب من البلاغة يصار إليه كثيرا ، وإن [أورث](٤) تطويلا.
__________________
(١) سورة المسد ، الآية ١.
(٢) في (ط) (أو ما شاكل كل ذاك).
(٣) سورة يوسف ، الآية : ٢٣ ، قال الألوسي : والعدول عن التصريح باسمها للمحافظة على الستر ما أمكن. أو للاستهجان بذكره وإيراد الوصول دون امرأة العزيز مع أنه أخصر وأظهر لتقرير المراودة فإن كونه في بيتها مما يدعو إلى ذلك ولإظهار كمال نزاهته عليهالسلام فإن عدم ميله إليها مع دوام مشاهدته لمحاسنها واستعصائه عليها مع كونه تحت يدها ينادي بكونه عليهالسلام في أعلى مدارج العفة. روح المعاني (١٢ / ٢١١).
(٤) في (ط) و (غ): (أردت) ، وهو خطأ بلا شك ، ومخالف لما في (د) و (ك).