يحل [لهم](١) ، وويل [لهم] مما يكسبون بذلك بعد أن أخذ الرشا ، وقوله : (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)(٢) أي : فريقا كذبتموه على التمام وفرغتم عن تكذيبه ما بقي منه غير مكذب ، وفريقا تقتلون ما تيسر لكم قتله على التمام ، وإنما تبذلون جهدكم أن تتموا قتله ، فتحومون حول قتل محمد ، فأنتم بعد على القتل. وقوله : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ)(٣) وقوله : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ)(٤) وقوله : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ)(٥). والمراد بالزمان الماضي : ما وجد قبل زمانك الذي أنت فيه ، وبالمستقبل : ما يترقب وجوده ، وبزمان الحال أجزاء من الظرفين ، يعقب بعضها بعضا من غير فرط مهلة وتراخ ، والحاكم في ذلك هو العرف لا غير.
تقييد المسند
وأما الحالة المقتضية لتقييده فهي : إذا كان المراد تربية الفائدة ، كما إذا قيدته بشيء مما يتصل به من نحو المصدر ، كنحو : ضربت ضربا شديدا ، أو ظرف الزمان ، كنحو : ضربت يوم الجمعة ، أو ظرف المكان ؛ كنحو : ضربت أمامك ، أو السبب الحامل ، كنحو : ضربت تأديبا ، وفررت جبنا ، أو المفعول به بدون حرف ، كنحو : ضربت زيدا ، أو بحرف ، كنحو : ضربت بالسوط ، أو ما ضربت إلّا زيدا ، أو المفعول معه ، كنحو : جلست والسارية ، أو الحال ، كنحو : جاء زيد راكبا ، أو التمييز ، كنحو : طاب زيد نفسا ، أو الشرط ، كنحو : يضرب زيد إن ضرب عمرو ، أو : إن ضرب عمرو يضرب زيد ، أخرت أو قدمت ، فهذه كلها تقييدات للمسند ، وتفاصيل يزداد الحكم بها بعدا.
__________________
(١) ليست في (غ).
(٢) سورة البقرة الآية : ٨٧.
(٣) سورة البقرة الآية : ١٣٧.
(٤) سورة البقرة الآية ١٤٢.
(٥) سورة الأعراف ، الآية : ١٨٢ ، وسورة القلم الآية : ٤٤.