بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال الأستاذ (١) الإمام البارع العلامة سراج الملة والدين أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر محمد بن علي السكاكي (تغمده الله برحمته ورضوانه) (٢).
أحق كلام أن تلهج (٣) به الألسنة ، وأن لا يطوى منشوره على توالي الأزمنة ، كلام لا يفرغ إلا في قالب الصدق ، ولا ينسج خبره إلا على منوال الحق ، فبالحري تلقيه بالقبول إذا ورد يقرع الأسماع ، وتأبّيه أن يعلق بذيل مؤداه (٤) ريبة إذا حسر عن وجهه القناع ، وهو مدح الله تعالى وحمده بما هو له من الممادح أزلا وأبدا ، وبما انخرط في سلكها من المحامد متجددا ، ثم الصلاة والسّلام على حبيبه محمد البشير النذير بالكتاب العربي المنير ، الشاهد لصدق دعواه بكمال بلاغته ، المعجز لدهماء المصاقع (٥) عن إيراد معارضته ، إعجازا أخرس شقشقة (٦) كل منطيق ، وأظلم طرق المعارضة فما وضح إليها وجه طريق ، حتى أعرضوا عن المعارضة بالحروف ، إلى المقارعة بالسيوف ، وعن المقاولة
__________________
(١) في (غ) قال مولانا الإمام الأعظم علامة الدنيا شيخ العرب والعجم محيي أنواع الأدب منشىء علمي المعاني والبيان ، إمام أهل العدل والتوحيد وأنوار الحق ، قاهر أعداء الدين ، سلطان علماء التفسير ، حجة في الخلق ، سراج الملة والدين والفضائل والسعادات وفي (د) موافق ل (ط).
(٢) في (غ) (رضياللهعنه).
(٣) في (غ): (تلهم) وما أثبتناه أولى بالصواب ، وأقرب إلى السياق.
(٤) كذا بالأصل ، وفي (ط) وفي (غ) مؤاده ، ولعلها (مراده).
(٥) دهماء المصاقع : جماعة الناس في كل ناحية. وفي اللسان : الدهماء : الجماعة من الناس ، والعدد الكثير ، وفلان من أهل هذا الصقع : أي من أهل هذه الناحية.
(٦) الشّقشقة : لهاة البعير ، ولا تكون إلا للعربي من الإبل والجمع الشقاشق ، ومنه سمي الخطباء شقاشق ، وشقشق الفحل شقشقة : هدر ، والعصفور يشقشق في صوته. وفلان شقشقة قومه أي شريفهم وفصيحهم. لسان العرب ، (شقق).