لمن يرددك بين : قيس وتميم ، أو قصر قلب ، لمن ينفيك عن تميم ويلحقك بقيس ، وكذا : قائم هو ، أو قاعد هو : بالاعتبارين بحسب المقام ، وفي قصر الصفة على الموصوف إفرادا : أنا كفيتك مهمك ، بمعنى : وحدي ، لمن يعتقد أنك وزيدا كفيتما مهمه.
وقلبا : أنا كفيت مهمك ، بمعنى : لا غيري ، لمن يعتقد كافي مهمه غيرك ، وكذا زيدا ضربت ، أو ما زيدا ضربت ، بالاعتبارين على ما تضمن ذلك فصل التقديم ، وهذه الطرق تتفق من وجه وهو : أن المخاطب معها يلزم أن يكون حاكما حكما مشوبا بصواب وخطأ ، وأنت تطلب بها تحقيق صوابه ونفي خطئه ، تحقق في قصر القلب كون الموصوف على أحد الوصفين ، أو كون الوصف لأحد الموصوفين ، وهو صوابه ، وتنفي تعيين حكمه ، وهو خطؤه ، وتحقق في قصر الإفراد حكمه في بعض ، وهو صوابه ، وتنفيه عن البعض ، وهو خطؤه.
ويختلف من وجوه : فالطرق الأول الثلاث دلالتها على التخصيص بوساطة الوضع ، وجزم العقل ، ودلالة التقديم عليه بوساطة الفحوى ، وحكم الذوق.
والطريق الأول : الأصل فيه التعرض للمثبت وللمنفي بالنص ، كما ترى في قولك :
زيد شاعر لا منجم ، في قصر الموصوف على الصفة ، وزيد شاعر لا عمرو ، في قصر الصفة على الموصوف ، لا تترك النص البتة ، إلا حيث يورث تطويلا ، ويكون المقام اختصاريّا ، كما إذا قال المخاطب : زيد يعلم الاشتقاق والصرف والنحو والعروض وعلم القافية وعلم المعاني وعلم البيان ، فتقول : زيد يعلم الاشتقاق لا غير ، أو ليس غير ، أو ليس إلا ، أو كما إذا قال : زيد يعلم النحو وعمرو وبكر وخالد وفلان وفلان ، فتقول : زيد يعلم النحو لا غير.
والطرق الأخيرة : الأصل فيها النص مما يثبت دون ما ينفى ، كما ترى في قولك : ما أنا إلّا تميمي ، وإنما أنا تميمي ، وتميمي أنا ، في قصر الموصوف على الصفة ؛ وفي قصر الصفة على الموصوف : ما يجيء إلا زيد ، وإنما يجيء زيد ، وهو يجيء.
حكم لا العاطفة :
والطريق الأول لا يجامع الثاني ، فلا يصح : ما زيد إلا قائم لا قاعد ، ولا : ما يقوم إلّا زيد لا عمرو ، والسبب في ذلك هو أن (لا) العاطفة ، من شرط منفيها أن لا يكون