القصر بين الفاعل والمفعول :
اعلم أنك إذا أردت قصر الفاعل على المفعول ، قلت : ما ضرب زيد إلا عمرا ، على معنى : لم يضرب غير عمرو ، وإذا أردت قصر المفعول على الفاعل قلت : ما ضرب عمرا إلا زيد ، على معنى : لم يضربه غير زيد.
والفرق بين المعنيين واضح ، وهو أن عمرا في الأول لا يمتنع أن يكون مضروب غير زيد ، ويمتنع في الثاني ، وأن زيدا في الثاني لا يمتنع أن يكون ضاربا غير عمرو ، ويمتنع في الأول ؛ ولك أن تقول في الأول : ما ضرب إلّا عمرا زيد ، وفي الثاني : ما ضرب إلّا زيد عمرا ، فتقدم وتؤخر ، إلا أن هذا التقديم والتأخير ، لما استلزم قصر الصفة قبل تمامها على الموصوف ، قل دوره في الاستعمال ؛ لأن الصفة المقصورة على عمرو في قولنا : ما ضرب زيد إلّا عمرا ، هي ضرب زيد ، لا الضرب مطلقا ، والصفة المقصورة على زيد في قولنا : ما ضرب عمرا إلّا زيد ، وهي الضرب لعمرو.
القصر بين المفعولين :
وإذا أردت قصر أحد المفعولين على الآخر ، في نحو : كسوت زيدا جبة ، قلت في قصر زيد على الجبة ، ما كسوت زيدا إلا جبة ، أو ما كسوت إلا جبة زيدا ؛ وفي قصر الجبة على زيد : ما كسوت جبة إلا زيدا ، أو ما كسوت إلا زيدا جبة.
وفي نحو : ظننت زيدا منطلقا ، تقول في قصر زيد على الانطلاق : ما ظننت زيدا إلا منطلقا ، وما ظننت إلا منطلقا زيدا ، وفي قصر الانطلاق على زيد : ما ظننت منطلقا إلا زيدا ، وما ظننت إلا زيدا منطلقا.
القصر بين ذي الحال والحال :
وإذا أردت قصر ذي الحال على الحال ، قلت : ما جاء زيد إلا راكبا ، أو : ما جاء إلا راكبا زيد ، وفي قصر الحال على ذي الحال : ما جاء راكبا إلا زيد ، أو : ما جاء إلّا زيد راكبا.
مستلزمات إلا :
والأصل في جميع ذلك ، هو أن (إلا) في الكلام الناقص تستلزم ثلاثة أشياء : أحدها