يمدحه حتى قال (١) :
وعالم يعرف بالسّجزي
وأشار للندماء أن ينظموا على أسلوبه ، ففعلوا واحدا بعد واحد ، إلى أن انتهت النوبة إلى شريف في البين ، فقال (٢) :
أشهى إلى النّفس من الخبز
فأمر الصاحب أن يقدم له مائدة.
تساوي طرفي التشبيه : المشبه والمشبه به :
وأما إذا تساوى الطرفان : المشبه والمشبه به في جهة التشبيه ، فالأحسن ترك التشبيه إلى التشابه ، ليكون كل واحد من الطرفين مشبها ومشبها به ، تفاديا من ترجيح أحد المتساويين ، ويظهر من هذا أن التشبيه إذا وقع في باب التشابه ، صح فيه العكس ، بخلافه فيما عداه ، وكان حكم المشبه به إذ ذاك غير ما تلي عليك ، فصح أن يقال : لون هذه العمامة كلون تلك ، وأن يقال : لون تلك كلون هذه ، وأن يقال : بدا الصبح كغرة الفرس ، وبدت غرة الفرس كالصبح ، متى كان المراد بالشبه وقوع منير في مظلم ، وحصول بياض في سواد ، مع كون البياض قليلا ، بالإضافة إلى السواد. وأن يقال : الشمس كالمرآة المجلوة ، أو كالدينار الخارج من السكة ، كما قال (٣) :
وكأنّ الشمس المنيرة دينار ... |
|
جلته حدائد الضّرب |
وأن يقال : المرآة المجلوة أو الدينار الخارج من السكة كالشمس ، متى كان القصد من التشبيه إلى مجرد مستدير يتلألأ ، متضمن في اللون ؛ لكون وجه التشبيه في جميع ذلك
__________________
(١) أورده الطيبى في التبيان (١ / ٢٧٥) بتحقيقى وعزاه للصاحب ، والقزوينى في الإيضاح ص ٣٦٣.
(٢) أورده الطيبى في التبيان (١ / ٢٧٥) بتحقيقى وعزاه للشريف ، والقزوينى في الإيضاح ص ٣٦٣.
(٣) أورده القزويني في الإيضاح ٣٦٤ ، ورواية الإيضاح الضّراب.