(فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ)(١) وقال : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً)(٢) ، وقال : (فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً)(٣) ، وقال : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ)(٤) ، وقال : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها)(٥) وقال : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها)(٦) ؛ بإسناد الأفعال في هذه كلها إلى غير ما هي لها عند العقل ، كما ترى ، زائلا الحكم العقلي فيها عن مكانه الأصلي ، إذ مكانه الأصلي إسناد الربح إلى أصحاب التجارة ، وإسناد زيادة الإيمان إلى العلم بالآيات ، وإسناد إيتاء أكل الشجرة إلى خالقها ، وإسناد وضع أوزار الحرب إلى أصحاب الحرب ، وإسناد إخراج أثقال الأرض إلى خالق الأرض.
ولا يختلجن في ذهنك بعد أن اتضح لك كون المجاز فرع أصل تحقق ، مجاز ، أيّا كان بدون حقيقة يكون متعديا عنها ، لامتناع تحقق فرع من غير أصل ، فلا تجوز في نحو : خ خ سرتني رؤيتك ، ونحو : خ خ أقدمني بلدك ، حق لي على فلان. ونحوه (٧) :
وصيرني هواك ، وبي ... |
|
لحيني يضرب المثل |
ونحو (٨) :
يزيدك وجهه حسنا ... |
|
إذا ما زدته نظرا |
__________________
(١) سورة البقرة الآية ١٦.
(٢) سورة الأنفال ، الآية : ٢.
(٣) سورة التوبة الآية ١٢٤.
(٤) سورة إبراهيم ، الآية ٢٥.
(٥) سورة محمد ، الآية ٤.
(٦) سورة الزلزلة الآية ٢.
(٧) أورده فخر الدين الرازي في نهاية الإيجاز ص ١٧٧ وعزاه المحقق د / بكرى شيخ أمين ل محمد اليزيدى ، والقزويني في الإيضاح ص ١٠٧ ، والأغاني (٢٠ / ٢٠٥). الحين : الهلاك.
(٨) أورده الرازي في نهاية الإيجاز ص ١٧٧ وعزاه المحقق د / بكرى شيخ أمين لأبي نواس ديوانه ص ٧٥٢ ، والقزوينى في الإيضاح ص ١٠٧ وعزاه لأبي نواس ، والطيبى في التبيان (١ / ٣٢٢) بتحقيقى.