(ومنه الاستتباع) : وهو المدح بشيء على وجه يستتبع مدحا آخر ، كقوله (١) :
نهبت من الأعمار ما لو حويته ... |
|
لهنّئت الدنيا بأنّك خالد |
ألا تراه كيف مدحه بالشجاعة على وجه ، استتبع مدحه بكمال السخاء وجلال القدر من وجه آخر؟ ويوضح لك ما ذكرت إذا قسته على قولك : خ خ نهبت من الأعمال ما لو اجتمع لك لبقيت مخلدا.
(ومنه الالتفات) : وقد سبق ذكره في علم المعاني.
(ومنه تقليل اللفظ ولا تقليله) : مثل : خ خ يا وهيا ، وخ خ غاض ، وخ خ غيض ، إذا صادفا الموقع. ويتفرع عليهما الإيجاز في الكلام ، والإطناب فيه ، وقد سبقا في الذكر.
البديع اللفظي :
(ومن القسم الثاني التجنيس) : وهو تشابه الكلمتين في اللفظ ، والمعتبر منه في باب الاستحسان عدة أنواع :
أحدها : التجنيس التام : وهو أن لا يتفاوت المتجانسان في اللفظ ، كقولك : رحبة رحبة.
وثانيها : التجنيس الناقص : وهو أن يختلفا في الهيئة دون الصورة ، كقولك : خ خ البرد يمنع البرد ، وكقولك : خ خ البدعة شرك الشرك ، وكقولك : خ خ الجهول إما مفرط أو مفرط. والمشدد في هذا الباب يقام مقام المخفف نظرا إلى الصورة ، فاعلم.
وثالثها : التجنيس المذيل : وهو أن يختلفا بزيادة حرف ، كقولك : خ خ مالي كمالي ، وخ خ جدي جهدي ، وخ خ كاس كاسب.
ورابعها : التجنيس المضارع أو المطرف : وهو أن يختلفا بحرف أو حرفين مع تقارب المخرج ، كقولك في الحرف الواحد : خ خ دامس وخ خ طامس ، وخ خ حصب وخ خ حسب ،
__________________
(١) أورده القزوينى في الإيضاح ص ٥٢٦ وعزاه لأبي الطيب.