الفصل الأول
الثلاثي المجرد من الأسماء
اعلم أن الثلاثي المجرد من الأسماء بعد التزام تحريك الفاء ، إما لامتناع سكونه عند بعض أصحابنا ، أو لأدائه إلى الكلفة عند آخرين ، وهو المختار ، وإما امتناع الابتداء بالألف والواو والياء المدتين ، فلذواتها عندي ، لا لما بني عليه مذهبه الإمام ابن جني ، رحمهالله ، ودعوى امتناع الابتداء بالساكن ، فيما سواها حتما غير مدغم ومدغما ممنوعة ، اللهم إلا إذا حكيت عن لسانك. لكن ذلك غير مجد عليك. وبعد ترك اللام للأعراب كان يحتمل اثنتي عشرة هيئة من جهة ضرب أحوال عينه الأربع وهي : السكون والحركات الثلاث في أحوال فائه الثلاث ، وهي الحركات دون السكون ؛ لكن الجمع بين الكسر والضم [لازما](١) حيث كان ينبو الطبع عنه فأهمل ، وحمل في الدئل (٢) والوعل والرئم ، مضمومات فاء ، مكسورات عينا ، على كونه فرعا فيها. مثله في ضرب ، لو سمي به مأخوذة هي من جملة زيد وأسامة ، وفي الحبك (٣) ، بالعكس من الأول الثلاث على ما رواه الإمام ابن جني ، رحمهالله ، على تداخل لغتي : حبك بكسرتين ، وحبك بضمتين ، فيه عادت الهيئات عشرا وهي : كشح (٤) وكفل (٥) وكتف وعضد ورجل وضلع وأطل (٦) وبرد وصرد (٧) وطنب (٨). وكل واحدة منها فيما
__________________
(١) في (غ) : لازم.
(٢) الدئل : ابن آوى.
(٣) الحبك : الشدّ ، وحبك الرمل : حروفه وأسناده.
(٤) الكشح : ما بين السرة ووسط الظهر.
(٥) الكفل : العجز ، الردف.
(٦) الأطل : الخاصرة ، والجمع : آطال.
(٧) الصرد : طائر ضخم الرأس.
(٨) الطنب : الحبل الطويل الذي يشد به سرادق البيت أو الوتد.