بجناحيه أيضاً ، ولا بد أن يحيط خليفة الله عزّ وجل في الأرض بذلك بما يتناسب وعظم خطر الخلافة ومقامها الإلٰهي.
الآية الثالثة : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) (٧) ، على بعض الروايات أنّه أمير المؤمنين عليهالسلام وما عنده صار إلى من بعده من الأئمة الطاهرين عليهمالسلام.
الدليل الثاني : الإجماع : والمقصود هنا الضرورة ومعقده عدم التفصيل بين الأحكام أو غيرها ، بل في بعض كلمات القوم التصريح بعصمتهم في غير الأحكام أيضاً يلاحظ ذلك عند دفاعهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في قصد أمره بالتأبير.
الدليل الثالث : الفطرة
أو اللّطف ، ويستدعي تقديم أمر وهو ان خليفة الله في الأرض إنّما جعل لأجل التقريب إلى الله عزّ وجل والتبعيد عن معصيته تعالى ، إذا عرفت ذلك فنقول ان فرض إمكان خطأ الخليفة ينافي الغرض الذي من أجله جعل الإمام وذلك أنّ الخطأ جهل ونقص ، والنقص ينفّر ذوي الطباع السليمة وذلك حتى في المسائل العادية كما هو ملحوظ في حياتنا ، فلو كان النبي صلىاللهعليهوآله أو الأئمة عليهمالسلام بل حتى الصديقة الطاهرة فاطمة عليهاالسلام يخطئون لكان ذلك مصادماً للمعادلة المذكورة ، فتنفر الطباع منهم فينتفي الغرض وهو التقريب إلى الله عزّ وجل والتبعيد عن معصيته ، وعلى العكس تماماً لو لم نفرض فيه الخطأ فانّ الانشداد إليه إلٰهياً أشد ، ثم ان ذلك العبقري الذي وصل في الذكاء
والاختراع غايته مَن سيكون قدوته غير الخليفة ؟ وعليه لا بدَّ أن يكون الخليفة أكمل مَن على وجه الأرض ، بل من في الكون بعد الله عز وجل. ومن هذا كلّه يجب توجيه ما ظاهره الجهل في عبارات المعصومين عليهمالسلام إن أمكن بمثل إظهار الكرامة للناس أو تقرير أمر على حذو (
أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ )
(٨) تعالى الله أن يكون جاهلاً فيصدر منه هذا السؤال ، وإلّا رُدّ لأهله ، ثم أن في قبال ما ظاهره الجهل مواقف تدل على سعة علمهم كإخبارهم عن اسم الشخص وما جاء لاجله