شاهدته الكاتبة والأديبة المصرية بنت الشاطىء التي زارت القطيف سنة ١٣٧٠ هـ ـ ١٩٥١ م ، وسجّلت هذه الزيارة في كتابها ( أرض المعجزات ) قالت الأديبة :
« أكتب هذا وما تزال ملء مسمعي أصداء آتية من بعيد ، أصداء قوية لسمر أدبي حافل ، ملأ احدى امسياتنا في شرق الجزيرة حين اجتمعنا بأخوتنا من علماء القطيف واُدبائها على ساحل الخليج ». وأضافت تقول : « كم تألّمت وأنا اُصغي إلى حديث اُدباء القطيف عن معاركنا النقدية ومذاهبنا الفنية ؟ وكم خجلت وأنا أرى في أيديهم كتبنا ومجلاتنا نحن الذين لا نشعر بهم أو نلقي إليهم بالا ».
« كم تأثّرت وأنا أسمع الشاعر عبد الرسول الجشي يعرفنا بلده الذي هو قطعة من بلدنا الشرق العربي ».
كلمة لا تحتاج إلى تعليق لما انطوت عليه من اللغة الصريحة عن تراث هذه المنطقة ، أو عن القطيف التي ضرب عليها سياج لكي لا يتعرّف أحد على عطائها وفكرها ، ومع كل التقدير والاعتزاز بما بذل من جهود في هذا المضمار ، من إيجاد بعض المراكز العاملة على إحياء هذا التراث ، وكذلك ما حقّق من بعض الكتب فعلاً وخرج إلى النور ، فإنّ هذه المساعي والجهود لا تشكل إلّا نقطة من بحر ، وهي لا تتناسب مع حجم التراث الهائل والكبير الذي تركه العلماء الأفذاذ في الماضي ، لكنّنا نقول : إنّ مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
هذا بالنسبة للتراث الذي نبارك للأخوة المساهمين في تحقيق نصوصه ، وفي إنشاء مراكز إحيائه لرفد مسيرة الحاضر ، أمّا بالنسبة لما هو معاصر فإنّنا نشدّ على أيدي الأخوة العاملين على المنتديات والملتقيات الثقافية ، بل نقف معهم لتوجيه الطاقات وتحريك الهمم والمشاركة الفعّالة في المحافظة على الزخم العلمي الحضاري الذي تتصف به المنطقة وأبناؤها المخلصون للإسلام الحنيف.