الشيخ نزار سنبل :
لأنّ الشيخ نزار سنبل شاعر يحتفي ويحنو على المفردات اللّغوية بشكل يقدّمها على الإمكانات والأدوات الاُخرى في العملية الشعرية ، فسوف نسائله وفقاً لمعطيين من معطيات المفردة ونترك غيرها عملاً بالاختصار والإيجاز المطلوبين لهذه الدراسة المتعجّلة.
أولاً سندلّل : كيف انّ الشاعر شاعر مفردات أساساً ؟ ثم نعرّج على التفريعات الاُخرى ، من المسلّم به انّ التجربة الشعرية ظاهرة لغوية أساساً ، لها طبيعة خاصة بها ، لكنّها على أرض الواقع لغة أوّلاً وآخراً ، وهي بالتالي كلمات أو مفردات لغوية وأشياء اُخرى ، لكنّ النظام المعجمي الذي يحفظ اللغة ويصونها هو مجموعة كلمات وألفاظ ، ونحن نبدأ ـ على العموم ـ في تعلّم لغة معينة من خلال تعلّم مفرداتها اللغوية ، فالحال انّ مستوى استخدام الألفاظ في التجربة الشعرية له ضرورته التي لا تُنكر.
لكنّنا نرى عند الشيخ نزار سنبل احتفاء خاصاً بالمفردات بشكل واضح على محور اختياره لها ، بحيث نرى هناك قصدية لا تستتر في عملية الاختيار في أغلب قصائده ، ويمكننا أن نحدّد سياقاً أو نمطاً لاختياراته في كلّ قصيدة.
وسنسمّي هذا النمط المستخلص من قصيدته ( قراءات في وادي السنا ) بالنمط الريفي الزراعي الذي نجده ينظم غالبية ألفاظ القصيدة بالشكل الذي يجعل الإشارة واضحة معلومة ، ويدعم التصوّر الأوّلي ليكون مبتوتاً بصحّته من خلال عملية الاستقصاء والتصنيف فسنجد مثلاً : في المقطع الأوّل ( الاُفق ، الورد ، الشفق ، الزهر ، طيور ).
وتنتظم في المقطع
الثاني كلمات ( فجر ، الخضر ، يشرق مـلء الأرض هالته ، المـدى ، شطآن ، البحر ) ليقترب أكـثر مـن بيئته التي اسـتمدّ مـنها