كفايتـه اللغوية.
ونحدّد في المقطع الثالث ( خيط شعاع الشمس ، يرش بالزهر ) على مستوى التركيب.
فهو في قراءاته الثلاث الاُولى ( قرأت حبّك ، قرأت فجرك ، قرأت ليلك ) لم يغادر الرؤى الريفية الزراعية التي تنظم اختياره على محور واضح ، لكنّه في المقطع الرابع من القصيدة يقرأ شيئاً آخر ( قرأتُ عصركَ .. ) فينتبه إلى المفارقة بين قراءاته للعصر وبين قراءاته للرؤى الريفية الزراعية التي يحمّلها بالمعاني على محور الدلالة في كلماته المختارة فلا يأتي بشيء منها في هذا المقطع ، لكنّه على سبيل الموازنة يوظّف المقطع الأخير لإبراز هذه الرؤى وبكثافة فنرى ( دوالي الورد ، أقطف من ثدي النخيل جنى ، انشودة ، بسمات الطير ، حلم الواحات ).
ونسمّي نمطاً آخر من
أنماط اختياره لمفردات تنتظم في سياق خاص بالنمط اللغوي ، وهذا النمط معني بانتقاء ألفاظ تعبّر عن ظواهر اللغة والكلام والقول فيظهر لنا الاستقصاء ما يلي ( قرأتُ حبّكَ ، قرأتُ فيه ، حكايا آخر الرمق ، خاطبت لغتي أقلام محبرتي ، هوى المحبّين حرف ، لغات الزهر ، قرأتُ فجركَ ، أحلام قافيتي ، قرأتُ ليلكَ ، حكايا الدمع والسهر ، قرأت عصركَ ، معاني الوحي ، قرأت كلّ دوالي الورد بوح منى ، صغت من ولهي انشودة ، حلو الأحاديث ) ممّا يؤكّد القصدية في الاختيار مع الجهد الواضح في بعثرة هذا التوجّه لتحقيق العفوية والتلقائية في النص ، لكنّنا نلاحظ في المقطع الثالث انّ الشاعر قد كشف ـ بلا قصد ـ عن التنظيم في إعطائه الأولوية للمفردات في حالة تكرّر فعل ( رأيت ) ثلاث مرات في بدايات البيت الثاني والثالث والرابع من المقطع فنرى على التوالي ( رأيت روحاً ، رأيت ظلّاً ، رأيت شيئاً وما أدركت