آفاق الجمال والفن ، فهو يشحنها ـ بتفان ـ بآفاق معرفية يعرض من خلالها أفكاره وتوجّهاته ووعيه التاريخي بشكل مباشر ، فهو لا يميل إلى الكشوفات الإيحائية التي يجب أن تصبغ الفنون بصبغاتها الحدسية ، بل يميل إلى إخضاع التجربة الجمالية لرغبات ذهنية عقلية تقول : إنّ الحقيقة هي الجمال ، والجمال هو الحقيقة فهو مع قول أحدهم :
وكم يبدو الجمال أشدّ حسناً |
|
بما تهب الحقيقة من جمال |
ومع وجع الحقيقة انعكست رؤى الشاعر مأساوية الظلال ، فجائعية الإشعاع لتبعد الفرح عن مسار القصيدة وسياقها منذ الخطوة الاُولى التي عانقت ( لا ) الناهية بكل حدّة ليقول :
لا تقترب يا نجم ..
ليلحق هذه الحدّة عبر فعل الأمر ( ابق ) ليواصل التحذير :
وابق هناك محجوباً بأسداف الزمن
ويطغى الألم على التصوّر ليجعل النور محرقاً فيخاطبه ناهياً أيضاً :
لا تحرق الدنيا بطلعتك الوضيئة
وعبر مشاعر الخوف والخشية والرهبة من تكرّر المأساة يستمر خطاب الشاعر للإمام الحسن عليهالسلام بالعرض والتوسّل والطلب والرجاء وتعود ( لا ) الناهية مرّة اُخرى لترجو وتتوسّل :
لا تدن من أرض يلذ لها الهجوع
ويستسلم الشاعر لسوداويّة مطلقة ، فهو يؤبّد الظلام ويجعله خالداً بتصوّر اُسطوري واضح الدلالة :
فالظلام يلوك فاكهة الخلود
ويشحن الجو المأساوي العام بتفاصيل الكارثة فهناك :