ويجعل لهم جعلاً يرغب في مثله ( فاختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير ) (٤٨). وقال المدائني عن عصر معاوية : ( وظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القرّاء والمراؤون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ، ويقربوا مجلسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديّانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها وردّدوها ) (٤٩).
وهناك النصوص التاريخية الكثيرة التي تثبت هذه الأعمال فكيف يثق المحقّق بالأحاديث المتفرقة في كتب العامّة ، وكيف تعتمد تلك الروايات في التاريخ والعقيدة والمعارف الإسلامية.
هذه بعض نتائج السياسة الخادعة لمعاوية التي كان يهدف بها ضرب الدين من جذوره ، وما عليك إلّا أن تقرأ كتب التاريخ ولا سيما شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد لتجد ذلك واضحاً ، ولو أردنا استقصاء ذلك لخرجنا عن حجم هذا المقال ، إلّا انّ النقاط التي سلطتُ الضوء عليها كافية لمعرفة كل من الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية وسياستهما ، وبذلك تبطل جميع الإستفهامات التي طرحت على حركة الإمام الحسن عليهالسلام وصلحه.
وقد لاحظنا ما فعله الإمام الحسن عليهالسلام ، وما اتخذ من مواقف اتجاه تلك السياسات ، بل كل الأئمة عليهمالسلام وقفوا ضدها وقاموا بالدور بأحسن صورة.
وكانت النتيجة أنّ
دولة معاوية لم تعمّر مائة سنة وبقي أهل البيت وبقي التشيّع وبقي الإسلام وسيبقى إلى آخر إنسان على سطح الأرض ، وما حركات وسكنات الأئمة عليهمالسلام إلّا حلقات للسلسلة الذهبية الممتدة
عبر التاريخ والتي