المقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والسلام على عباده الذين اصطفى محمّد وآله الطاهرين ومَن تبعهم بإحسان.
ما برحت مدرسة أدب الولاء
لأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله شاخصةً بجهودها الخالدة على طريق المفاداة الحقّة لأمناء الوحي وأئمة الهدى ، حيث امتدت على طول مساحة التاريخ الإسلامي وعرضِه حتى عُدَّ الشعرُ ـ مثلاً ـ فنّاً شيعيّاً
ناهيك عن فنون الأدب الاُخرى التي أسهم فيها اُدباء الحق إسهامات جلّى في بناء صرح الكلمة الصادقة المعبّرة ، العصيّة على الاضطهاد والتنكيل ، الجهيرة دون خوفٍ ، المتألّقة الصافية ، الشجاعة الحاضرة في كلّ موقفٍ فذٍّ ، المنافحة عن الحقيقة المظلومة ، الذابّة دون الخير والصلاح والحريّة .. وهكذا فقد امتدّت هذه الكلمة منذ أوائل صدر الإسلام مارّةً بأدوارها التاريخيّةِ المعهودةِ في كلّ عصور الاُمّة
حتى وصلت إلى يومنا الحاضر وهي تحمل سمات تجذّرها العريق وامتدادها الخصب في عروق الأرض والإنسان والفكرة .. وكثيراً ما يُحمد لبيئاتٍ معروفةٍ خلال هذا السفار الطويل بزوغها المبكّر وألقها الناضح بالجمال في احتضان النور واجتلائه بصدورها الواعية وألسنتها الشاهدة وذلك الحنين المتدفّق رغم الشجى المعترض في الحناجر والأصوات والحروف .. ولعلَّ ( القطيف ) : حاضرة التشيّع