إطلالة على محنة الذكرى
الشيخ محمّد جواد الطريحي
في البدء كانت الكلمة .. كلمة الله ، أزلية المدى ، راسخة في حنايا التكوين ، يحتضنها ضمير الكون ، وتزدان بها إشراقة الروح في منطلقها لطاعة الرحمٰن ..
إنّها فيض الرب وروحه وذاته وكينونته قبل أن يطأ بها هذا الأديم أبو البشر .. إنّها النور الذي اختصّه الله لعباده الذين اصطفى واستخلصه لذاته .. ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) (١).
سُئل إمامنا الباقر عليهالسلام يا ابن رسول الله ما معنى هذه الآية ؟ قال عليهالسلام : « إنّ هذه الشجرة الطيبة المعنية بالقرآن أصلها سيدنا أبو القاسم محمّد صلىاللهعليهوآله وفرعها فاطمة عليهاالسلام ولقاحها علي عليهالسلام والأئمة عليهمالسلام ثمرها وشيعتنا ورقها .. ».
يا حبّذا دوحة في الخلد نابتة |
|
ما مثلها نبتت في الخلد من شجرِ |
المصطفى أصلها والفرع فاطمة |
|
ثم اللّقاح علي سيد البشرِ |
ثم الشهيدان سبطاه لها ثمر |
|
والشيعة الورق الملتفِ بالثمر |
ومن حيث كانت كلمة
الله في البدء كذلك ، كان المنطلق في البدء آل