محمّد صلىاللهعليهوآله وهل يقاس بآل محمّد أحد ومن هنا كان رأس الإسلام حبّ أهل البيت عليهمالسلام.
نعم إنّ الإنسان في أشدّ الحاجة ليبلغ درجات السعادة إلى من ينصب له الطريق اللاحب والنهج الواضح إلى الرشاد واتّباع الهدى ، لتتقوى بذلك جنود العقل حتى يتمكّن من التغلّب على خصمه اللدود عندما يهييء الإنسان نفسه لدخول المعركة الفاصلة بين العقل والعاطفة ، وأكثر ما تشتدّ حاجته إلى من يأخذ بيده إلى الخير والصلاح عندما تخادعه العاطفة وتراوغه ـ وكثيراً ما تفعل ـ فتزين له أعماله وتحسّن له انحرافاتها ، وكل منّا صريع لهذه المعركة من حيث يدري ولا يدري إلّا مَن عصمه الله ، فوجب ان يبعث الله تعالى في الناس رحمة لهم ، ولطفاً بهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة.
( فإذا كان المحل قابلاً ومستعدّاً لفيض الجود واللطف فانّه تعالى لا بد أن يفيض لطفه إذ لا بخل في ساحة رحمته ، ولا نقص في جوده وكرمه ، وليس معنى الوجوب هذا أن أحداً يأمره بذلك فيجب عليه أن يطيع تعالى الله عن ذلك ، بل معنى الوجوب في ذلك كمعنى الوجوب في قولك انّه واجب الوجود أي اللّزوم واستحالة الانفعال ).
أيّها المؤمنون من
الأجدر بنا في هذا اللقاء الروحي ان نجعله خالصاً لوجهه تعالى ، أن يكون التقاء فكرياً واعياً نعمّق فيه الصلة الأصيلة بقادة الإسلام
ليتبلور أكثر فأكثر مفهومنا عنهم ، نحن مدعوون اليوم لدراسة أهل البيت عليهمالسلام دراسة ترسم لنا معالم الطريق فيما تجسد بدورهم المشترك الذي اُسند إليهم بتخطيط الرسالة ، ذلك لأنّ الرسالة الإسلامية بوصفها رسالة عقائدية قد خطّطت لحماية نفسها من الإنحراف وضمان نجاح التجربة خلال تطبيقها على مرّ الزمن ، وقد أوكل أمر قيادة التجربة وتنويرها تشريعياً وتوجيهها إلى الأئمة الأطهار عليهمالسلام