الحضارة تقابل البداوة ، وتطلق على الاقامة في الحضر وهي الكلمة الدارجة في أيّامنا هذه على ألسن الخطباء وقلم الكتّاب وكلمة التمدّن هي التي كانت رائجة سابقاً.
ولقد شهدت الحياة البشرية على هذا الكوكب ( الأرض ) حضارات متعدّدة ، لكلٍّ ميزاتها وخصائصها التي ضبطها التاريخ ، وأفصحت عنها الاكتشافات الأثرية.
ومن مشاهير هذه الحضارات : الحضارة الصينية ـ المصرية ـ البابلية ـ اليونانية الرومانية ـ الفارسية ـ وأخيراً الحضارة الغريبة ولكل انطباعاتها الخاصة.
وأمّا الحضارة الإسلامية فهي التي تتوسّط بين الحضارة الأخيرة ( الغربية ) وما تقدّمها. وهي أكبر الحضارات في تاريخ الإنسان وأكثرها اهتماماً بالعلم والفلسفة والأدب والفنون. وهي الأساس الوطيد الذي قامت عليه حركة النهضة الاوربية. ولقد وضع عشرات من العلماء موسوعات وكتب لبيان ما قدّمته الحضارة الإسلامية من خدمات جليلة إلى المجتمع البشري في المجالات المختلفة.
وليست الحضارة الإسلامية حضارة عربية ابتدعتها العرب ، بمواهبها وتجاربها بل حضارة الشعوب الإسلامية من عرب وفرس وترك وغيرهم من القوميات ، الذين ذابوا في الإسلام ونسوا قومياتهم ومشخّصاتهم العنصرية والبيئية. وكلّما