لا إنسانية ، وتمدّن مادّي وليس بالهي.
إنّ مؤسّس الحضارة الإسلامية هو النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد جاء بسنن وقوانين دفعت البشرية إلى مكارم الأخلاق ومتابعة العلوم والفنون ، واستغلال الموارد الطبيعية وتكوين مجتمع تسود فيه النظم الاجتماعية المستقيمة.
ولا يشك في ذلك من قرأ تاريخ الإسلام وتاريخ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم خصوصاً إذا قارن بين حياة البشرية بعد بزوغ شمس الإسلام بما قبلها.
ثمّ إنّ المسلمين شيدوا أركان الحضارة الإسلامية في ظل الخطوط التي رسمها النبيّ الأكرم من خلال القرآن والسنّة فأصبح لهم قوّة اقتصادية ، ونظم سياسية ، وتقاليد دينية وخلقية وأصبحت العلوم والفنون تتطوّر وتتقدم. وقد قاموا بترجمة كتب اليونانيين والفرس وغيرهم إلى لغتهم فصارت الحضارة الإسلامية مزدهرة. بفضل هذه العلوم وتطويرها. فصارت المكتبات عامرة بآلاف الكتب المتنوّعة.
انّ لكلّ حضارة طابعاً خاصاً. فلبعضها طابع اقتصادي ولاُخرى طابع عسكري ، ولثالث طابع فنّي معماري وهكذا ، ولكن الحضارة الإسلامية تتمتّع بمجموع هذه المميزات فلم تترك ميزة دون اُخرى.
والذي يطيب لنا في هذا الفصل ، ذكر مشاركة الشيعة في بناء هذه الحضارة خصوصاً فيما يرجع إلى الركن الرابع وهو متابعة العلوم والفنون ، وأمّا الأركان الثلاثة الباقية فغير مطلوبة لنا في هذا الفصل وذلك :
لأنّ الموارد الاقتصادية شارك فيها المسلمون انطلاقاً من دوافعهم النفسية من خلال الاهتمام بالاُمور التالية :
١ ـ التنمية الزراعية بأنواعها المختلفة من الحبوب والفاكهة وغيرهما.