والإجماع والعقل ، فهذا هو شيخنا محمد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه) ألّف كتاب المبسوط في ذلك المضمار ، ذكر فيه كثيرا من الفروع غير المنصوصة المستخرجة من النصوص والمتفرّعة على الأدلّة الشرعيّة ، وقد طبع الكتاب في ثمانية أجزاء.
وأعقبه ثلّة من كبار الفقهاء الذين سردنا أسماءهم مع شيء من تراجمهم في أدوار الفقه الإسلامي.
وممّن نهض بأعباء مهمّة التخريج الإمام الشيخ حسن بن يوسف المعروف بالعلّامة الحلّيّ (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه) فقد ألّف موسوعات فقهية ضخام لغايات خاصّة ، كتذكرة الفقهاء ومنتهى المطلب وغيرها.
وممّا ألّف في ذلك المضمار كتابه المعروف ب «تحرير الأحكام الشرعيّة على مذهب الإمامية» فقد عمد فيه إلى التخريج بنحو يبهر العقول ، وينير النفوس ، يحتوي على ١٢٦٠٠ مسألة. حسب ما جاء في فهرس الكتاب.
أقول : الكتاب حسب ظاهر ترقيم المصنف بالابجدية يشمل على ٧٣٤٥ مسألة ولكن تحت كل مسألة فروع كثيرة يربو مهماتها على ١٢٦٠٠ مسألة حسب ما جاء في هذا الفهرس ، ولكن الحقيقة وراء ذلك فلو احصيت الفروع الجزئية أيضا لتجاوز عن هذا العدد وقد ذكرنا عند تقديمنا لهذا الكتاب ان البحاثة شيخنا المجيز آقا بزرگ الطهراني ذكر في موسوعته «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» في حق هذا الكتاب ما هذا لفظه : اقتصر فيه على مجرد الفتوى وترك الاستدلال لكنه استوعب الفروع والجزئيات حتّى انّه احصيت مسائله فبلغت أربعين ألف مسألة (١).
فالكتاب اوسع موسوعة فقهية تخريجية ظهر في القرن السابع الهجري للشيعة الإمامية.
ثم ان المؤلف وان اقتبس أكثر الفروع من كتب أصحابنا الماضين لكنه طرح مسائل لم يجد فيها نصا لأصحابنا فاستنبط حكمها بذكائه المتوقد على ضوء الكتاب والسنّة ولنشر إلى مواضعها الّتي لم يعثر فيها على نص من أصحابنا. فلاحظ تلك المسائل تحت الارقام التالية :
١ ـ المسألة ١٧٣٨.
٢ ـ المسألة ٢٢٦٥.
__________________
(١) الذريعة : ٣ / ٣٧٨.