جهاده واستشهاده :
لقد تنبّهت أجهزة النظام الفاسد في العراق إلى موقعيّة السيّد الجلالي قدس سرّه العلميّة والإجتماعيّة من خلال نشاطاته المستمرّة ، وتأسيسه للحوزة العلميّة في مدينة القاسمعليهالسلام ، مضافا إلى ملازمته الوثيقة لمراجع عصره واعتمادهم الكبير عليه.
وبدأت مراقبته بصورة غير علنيّة ، وقد استمرّ الوضع على هذه الحالة حتى اندلاع الحرب الظالمة التي شنّها طاغيّة العراق ضدّ الجمهوريّة الاسلاميّة المباركة ، وفي هذه الفترة الحسّاسة أصبح السيّد الجلالي قدس سرّه يشعر بمسؤوليّة ثقيلة ملقاة على عاتقه وعاتق جميع رجال الدين والعلم من وجوب توعية الامّة وكشف ماهيّة النظام الفاسد.
كان الشهيد الجلالي وبالرغم من الظروف الأمنيّة الصعبة التي أحاطت به مهتمّا بعوائل الشهداء والمعتقلين والمشرّدين ممّا أثار حقد السلطات عليه خصوصا بعد أن عثرت اجهزة النظام الفاسد على إجازة للسيّد الجلالي من قبل الإمام الخمينيّ قدسسره الشريف.
كلّ ذلك جعل النظام يشعر بأنّ الشهيد الجلاليّ يكوّن تهديدا مباشرا ، وخطرا كبيرا ، على أهدافه الفاسدة ، وعلى أثرها استدعي إلى مديريّة الأمن ، حيث هدّدوه وتوعّدوه شرّا ، إلّا أنّ ذلك لم يثن عزم الشهيد ؛ بل مضى قدما في أداء رسالته وجهاده الذي أقضّ مضاجعهم.
وهكذا واصل سيّدنا الجلاليّ بكلّ عزم وحزم وقوفه أمام التيّار البغيض الهادف إلى محو الإسلام وإبادة المسلمين ، وقد تلقّى جرّاء ذلك التهديدات التي