طرح مطالبه ، وتبسيطها ، بحيث يتسنّى للناشئة من خلاله تذليل قواعده ، وفهم مسائله ، واستيعابها.
وقد ركّز المؤلّف في تأليفه لهذا الكتاب على سهولة العبارة ووضوحها ، وتبويب المطالب ، وتذييل أغلب الأبواب بتمارين نافعة ، كما وضع جداول هامّة مما يؤدي دورا افضل في توضيح تصريف الأفعال وغيرها.
وقد اعتمد في إيراد الشواهد على ذكر الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة مضافا إلى الأشعار والحكم وغيرها.
أهمّيّة علم الصرف
لعلم الصرف أهمّيّة بالغة في الحفاظ على اللّغة العربيّة من الفساد ، والانحلال ، واللحن، وله تأثير مباشر في العلوم العربيّة كافّة ، ومن هنا قال صاحب المراح : (اعلم أنّ الصرف امّ العلوم ، والنحو أبوها ، ويقوى في الدرايات داروها ، ويطغى في الرّوايات عاروها).(١)
وممّا لا شكّ فيه أنّه لو لا علمي النحو والصرف لما كانت لغة العرب الفصحى قد استمرّت منذ عهد الرّسالة حتى عصرنا هذا مفهومة لدى الناطقين بها عموما ، والعرب خصوصا ، ولما كنّا اليوم نفهم النصّ القرآني ، والحديث الشريف ؛ على حقيقتهما ، صوابا غير مبدّل ، ولا مغيّر. وذلك لدخول غير العرب في الدّين الإسلاميّ الحنيف واختلاطهم بالعرب اختلاطا كبيرا ممّا أوجب تأثر لغة العرب بهم.
__________________
(١) مراح الأرواح ، للزنجاني ، ص ٦.