والاسم قد خصّص بالجرّ كما |
|
قد خصّص الفعل بأن ينجزما |
الاعراب اثر ظاهر او مقدر يجلبه العامل في آخر المعرب والمراد بالعامل ما كان معه جهة مقتضية لذلك الاثر نحو جاءني ورأيت من قولك جاءني زيد ورأيت زيدا او دعى الواضع الى ذلك كالحروف الجارة فان الواضع لما رآها ملازمة للاسماء وغير منزلة منها منزلة الجزء ورأى ان كل ما لازم شيئا ولم ينزل منزلة الجزء اثر فيه غالبا استحسن ان يجعلها مؤثرة في الاسماء وعاملة فيها عملا ليس للفعل وهو الجرّ كالباء من قولك مررت بزيد وسنوضح هذا في موضع آخر ان شاء الله تعالى وانواع الاعراب اربعة رفع ونصب وجرّ وجزم فالرفع والنصب يشترك فيهما الاسم والفعل والجرّ يختص بالاسماء والجزم يختص بالافعال وانواع الاعراب في الاسم ثلاثة رفع ونصب وجرّ لا رابع لها لان المعاني التي حيّ بها في الاسم لبيانها بالاعراب ثلاثة اجناس معنى هو عمدة في الكلام لا يستغنى عنه كالفاعلية وله الرفع ومعنى هو فضلة يتم الكلام بدونه كالمفعولية وله النصب ومعنى هو بين العمدة والفضلة وهو المضاف اليه نحو غلام زيد وله الجرّ واما الفعل المضارع فمحمول في الاعراب على الاسم فكان له ثلاثة انواع من الاعراب كما للاسم فاعرب بالرفع والنصب اذا لم يمنع منهما مانع ولم يعرب بالجرّ لانه لا يكون الّا للاضافة والافعال لا تقبلها لان الاضافة اخبار في المعنى والفعل لا يصح ان يخبر عنه اصلا فلما لم يعرب بالجرّ عوض عنه بالجزم فالرفع بضمة نحو زيد يقوم والنصب بفتحة نحو لن اهاب زيدا والجرّ بكسرة نحو مررت بزيد والجزم بسكون نحو لم يقم زيد وقد يكون الاعراب بغير ما ذكر على طريق النيابة كما قال
فارفع بضمّ وانصبن فتحا وجر |
|
كسرا كذكر الله عبده يسرّ |
واجزم بتسكين وغير ما ذكر |
|
ينوب نحو جا أخو بني نمر |
مثل للرفع والنصب والجرّ بقوله كذكر الله عبده يسر ومثل لما يعرب بغير ما ذكر على طريق النيابة بقوله اخو بني نمر فاخو مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة وبني مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة ثم اخذ في بيان مواضع النيابة فقال
وارفع بواو وانصبنّ بالألف |
|
واجرر بياء ما من الأسما أصف |
من ذاك ذو إن صحبة أبانا |
|
والفم حيث الميم منه بانا |