الفضلات المنصوبة بفعل متصرف ولم يجز ذلك سيبويه لان الغالب في التمييز المنصوب بفعل متصرف كونه فاعلا في الاصل وقد حوّل الاسناد عنه الى غيره لقصد المبالغة فلا بغير عما كان يستحقه من وجوب التأخير لما فيه من الاخلال بالاصل وحجتهم انه فعل متصرف والقول ما قاله سيبويه لان الفاعل لا يتقدم على عامله فان قلت فما تقول في التقديم في نحو قول ربيعة بن مقروم
وواردة كأنها عصب القطا |
|
تثير عجاجا بالسنابك اصهبا |
رددت بمثل السيد نهد مقلص |
|
كميش اذا عطفاه ماء تحلبا |
وقول الآخر
ولست اذا ذرعا اضيق بضارع |
|
ولا يائس عند التعسر من يسر |
وقول الآخر
أتهجر ليلى للفراق حبيبها |
|
وما كان نفسا بالفراق تطيب |
قلت هو مستباح للضرورة كما استبيح لها تقديم التمييز على العامل غير المتصرف فيما ندر من قول الراجز
ونارنا لم ير نارا مثلها |
|
قد علمت ذاك معد كلها |
(حروف الجرّ)
هاك حروف الجرّ وهي من إلى |
|
حتّى خلا حاشا عدا في عن على |
مذ منذ ربّ اللّام كي واو وتا |
|
والكاف والبا ولعلّ ومتى |
هذه الحروف كلها مستوية في الاختصاص بالاسماء والدخول عليها لمعان في غيرها فاستحقت ان تعمل لان كل ما لازم شيئا وهو خارج عن حقيقته اثر فيه غالبا ولم تعمل الرفع لاستئثار العمدة به ولا النصب لابهام اهمال الحرف فتعين الجرّ ولكل من هذه الحروف سوى ما ذكر في الاستثناء تفصيل يأتي ذكره الّا كي ولعل ومتى وقلّ من يذكرهنّ مع حروف الجرّ لغرابة الجرّ بهنّ فاما كي فتكون حرف جرّ في موضعين احدهما قولهم في الاستفهام عن علة الشيء كيمه بمعنى لمه فكي هنا حرف جرّ دخل على ما فحذفت الفها وزيدت هاء السكت وقفا كما يفعل مع سائر حروف الجرّ الداخلة على ما الاستفهامية والثاني قولهم جئت كي تفعل بمعنى لان تفعل فان المضمرة والفعل بعدها في موضع جرّ بكي كما يكون ذلك اذا قلت لتفعل ويدلك على اضمار ان بعد