فعل التعجب ومعموله والصواب ان ذلك جائز وهو المشهور والمنصور وقال ابو سعيد السيرافي قول سيبويه ولا تزيل شيئا عن موضعه انما اراد انك تقدم ما وتوليها الفعل ويكون الاسم المتعجب منه بعد الفعل ولم يتعرض للفصل بين الفعل والمتعجب منه وكثير من اصحابنا يجيز ذلك منهم الجرمي وكثير منهم يأباه منهم الاخفش والمبرد وهذا نصه والذي يدل على الجواز استعمال العرب له نظما ونثرا اما نظما فكقول الشاعر
وقال نبي المسلمين تقدموا |
|
واحبب الينا ان يكون المقدما |
وقول الآخر
اقيم بدار الحزم ما دام حزمها |
|
واحر اذا حالت بان اتحوّلا |
وقول الآخر
خليليّ ما احرى بذي اللب ان يرى |
|
صبورا ولكن لا سبيل الى الصبر |
واما النثر فكقول عمرو بن معدي كرب. ما احسن في الهيجا لقاءها. واكثر في اللزبات عطاءها. واثبت في المكرمات بقاءها. وقول الآخر ما احسن بالرجل أن يحسن وما يجوز في فعل التعجب الفصل بينه وبين ما بكان الزائدة كقول الشاعر يمدح النبي صلىاللهعليهوسلم
ما كان اسعد من اجابك آخذا |
|
يهداك مجتنبا هوى وعنادا |
(نعم وبئس وما جرى مجراهما)
فعلان غير متصرّفين |
|
نعم وبئس رافعان اسمين |
مقارني أل أو مضافين لما |
|
قارنها كنعم عقبى الكرما |
ويرفعان مضمرا يفسّره |
|
مميّز كنعم قوما معشره |
نعم وبئس فعلان ماضيا اللفظ لا يتصرفان والمقصود بهما انشاء المدح والذم والدليل على فعليهما جواز دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما عند جميع العرب وإتصال ضمير الرفع البارز بهما في لغة قوم حكى الكسائي عنهم الزيدان نعما رجلين والزيدون نعموا رجالا وذهب الفراء واكثر الكوفيين الى انهما اسمان واحتجوا بدخول حرف الجرّ عليهما كقول بعضهم وقد بشر ببنت والله ما هي بنعم الولد نصرها بكاء وبرّها سرقة وقول