مؤوّل به فلو لا ان كي هنا مع الفعل بمنزلة المصدر ما جاز ان تدخل عليها اللام ويجوز في كي مع الفعل اذا كانت مجردة من اللام ان تكون الجارة والفعل بعدها منصوب بان مضمرة كما ينتصب بعد اللام بدليل ظهور ان بعد كي في الضرورة كقول الشاعر
فقالت أكل الناس اصبحت مانحا |
|
لسانك كيما ان تغرّ وتخدعا |
واما ان فتكون زائدة ومفسرة ومصدرية فالزائدة هي التالية للما التوقيتية كما هي في قوله تعالى. (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ.) والمفسرة هي الداخلة على جملة مبينة حكاية ما قبلها من دالّ على معنى القول بغير حروفه كالتي في قوله تعالى. (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ.) وفي قوله تعالى. (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا.) اي انطلقت السنتهم بهذا القول والمصدرية هي التي مع الفعل في تأويل مصدر وتنقسم الى مخففة من أنّ وناصبة للمضارع فان كان العامل فيها من افعال العلم وجب ان تكون المخففة وتعين في المضارع بعدها الرفع الّا ان يكون العلم في معنى غيره ولذلك اجاز سيبويه ما علمت الّا ان تقوم بالنصب قال لانه كلام خرج مخرج الاشارة فجرى مجرى قولك اشير عليك ان تفعل وان كان العامل في ان من غير افعال العلم والظن وجب ان تكون غير المخففة وتعين في المضارع بعدها النصب كقولك اريد ان تقوم وان كان العامل فيها من افعال الظن جاز فيها الامران وصح في المضارع بعدها النصب والرفع الّا ان النصب هو الاكثر ولذلك اتفق عليه في قوله تعالى. (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا.)
واختلف في قوله تعالى. (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ.) فقرأ برفع تكون ابو عمرو وحمزة والكسائي وقرأ الباقون بنصبه ومن العرب من يجيز اهمال غير المخففة حملا على ما المصدرية فيرفع المضارع بعدها كقول الشاعر
ان تقرآن على اسماء ويحكما |
|
مني السّلام وان لا تشعرا احدا |
فان الاولى والثانية مصدريتان غير مخففتين وقد اعملت احداهما واهملت الاخرى ومن اهمالها قراءة بعضهم قوله تعالى. (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ.) وقول الشاعر
اذا متّ فادفني الى جنب كرمة |
|
تروّي عظامي في الممات عروقها |
ولا تدفنني في الفلاة فانني |
|
اخاف اذا ما مت ان لا اذوقها |
واما اذن فحرف جواب يختص بجملة واقعة جوابا لشرط مقدر وقد يكون مذكورا كقول الشاعر