لو كان بالاضافة لم يشترط دخول حرف الجرّ على كم فاشتراط ذلك دليل على ان الجرّ بمن مضمرة لكون حرف الجر الداخل على كم عوضا عن اللفظ بها واما كم الخبرية فمميزها مجرور مجموع تارة ومفرد اخرى لانها بمنزلة عدد مفرد يضاف الى مميزه وهو على ضربين احدهما يضاف الى جمع والآخر يضاف الى مفرد فاستعملت بالوجهين اجراء لها مجرى الضربين فيقال كم رجال صحبت كما يقال عشرة رجال صحبت وكم امرأة رأيت كما يقال مائة امرأة رأيت وقد تجري بنو تميم كم الخبرية مجرى كم الاستفهامية فينصبون مميزها وان كان جمعا ومنه قول الشاعر
كم عمة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري |
ويروى بالجرّ على اللغة المشهورة وبالرفع على حذف المميز ورفع عمة بالابتداء وجعل كم نصبا على المصدرية
(فصل)
ويفصل في السعة بين كم الاستفهامية ومميزها بالظرف وشبهه نحو كم عندك غلاما وكم لك جارية ولا يجوز مثل ذلك في العدد المركب وما جرى مجراه الّا في الضرورة كقول الشاعر
يذكّر فيك حنين العجول |
|
ونوح الحمامة تدعو هديلا |
على انني بعد ما قد مضى |
|
ثلاثون للهجر حولا كميلا |
ولا يفصل بين كم الخبرية ومميزها الّا في الضرورة فيجوز لاجلها الفصل بينهما بالظرف وشبهه وبالجملة فاذا فصل بالظرف وشبهه اختير نصب المميز وجاز ايضا جرّه فمن نصبه قول الشاعر
تؤمّ سنانا وكم دونه |
|
من الارض محدودبا غارها |
ومن جره قول الآخر
كم في بني سعد بن بكر سيد |
|
ضخم الدسيعة ماجد نفّاع |
وقول الآخر
كم بجود مقرف نال العلا |
|
وكريم بخله قد وضعه |
واذا فصل بالجملة وجب نصب المميز كما في قول الشاعر
كم نالني منهم فضلا على عدم |
|
اذ لا اكاد من الإقتار اجتمل |