حكي المضمر بمن كما يحكى المنكر فيقال منين لمن قال مررت بهم ومنون لمن قال ذهبوا ومن العرب من يحكي الاسم النكرة مجردة من أيّ ومنه قول بعضهم ليس بقرشيا رادا على من قال ان في الدار قرشيا او نحو ذلك ومثله قول من قال دعنا من تمرتان فاما قول الشاعر
فاجبت قائل كيف انت بصالح |
|
حتى مللت وملني عوادي |
فليس من هذا القبيل لانه من حكاية الجمل لا من حكاية المفرد لانه جواب للاستفهام وجواب الاستفهام لا يكون الّا جملة فصالح على هذا خبر مبتدأ محذوف والتقدير فاجبت قائل كيف انت بانا صالح ثم حذف المبتدأ وبقي خبره على ما يستحقه من الرفع ولا يجوز ان يقال بصالحا كما لا يجوز ان يقال زيدا لمن قال من في الدار وانما يقال زيد بالرفع لانه مبتدأ محذوف الخبر ويروى فاجبت قائل كيف انت بصالح بالجرّ على قصد حكاية الاسم المفرد كأنه قال فاجبت قائل كيف انت بهذه اللفظة
(التأنيث)
علامة التّأنيث تاء أو ألف |
|
وفي أسام قدّروا التّا كالكتف |
ويعرف التّقدير بالضّمير |
|
ونحوه كالرّدّ في التّصغير |
ولا تلي فارقة فعولا |
|
أصلا ولا المفعال والمفعيلا |
كذاك مفعل وما تليه |
|
تا الفرق من ذي فشذوذ فيه |
ومن فعيل كقتيل إن تبع |
|
موصوفه غالبا التّا تمتنع |
كل اسم فلا يخلو ان يكون موضوعا على التذكير او التأنيث والتذكير هو الاصل فلذلك استغنى عن علامة بخلاف التأنيث فانه فرع فافتقر الى علامة وهي تاء او الف مقصورة او ممدودة والتاء اكثر استعمالا من الالف فلذلك قد يستغنى بتقديرها في بعض الاسماء عن الاظهار كما في نحو يد وعين وكتف ويستدل على تأنيث ما لا علامة فيه بتأنيث الضمير العائد عليه نحو الكتف نهشتها وبما اشبه ذلك كالاشارة اليه بذي وما في معناها نحو هذه كتف وكتانيث نعته وخبره نحو الكتف المشوية لذيذة ويد زيد مبسوطة وكتجريد عدده من التاء نحو ثلاث ايد وكرد التاء اليه في التصغير